الامام حسن البناء

الامام حسن البناء

نجح الإمام الشهيد في غرس الأمل في أتباعه لأنه تعامل عن كثب مع القرآن وعاشه رفيقا في حله وترحاله، في خلواته وجلواته. ومن هذا المنطلق جاءت خطاباته لغرس الأمل في أعماق أتباعه، ومنهم في الأمة، فلا مجال للاستسلام لليأس، ومما قاله بهذا الصدد في استدلال منه بالوحي: /’’ تحتاج الأمة الناهضة إلى الأمل الواسع الفسيح ، وقد أمد القرآن أممه بهذا الشعور ، بأسلوب يخرج من الأمة الميتة كلها حياة وهمة وأملاً وعزماً ، وحسبك أنه يجعل اليأس سبيلا إلى الكفر ، والقنوط من مظاهر الضلال.إن أضعف الأمم إذا سمعت هذا التبشيرالإلهي لها في كثير من النصوص القرآنية بالتمكين والنصر، وقرأت ما إليه من قصص تطبيقية واقعية ، لابد أن تخرج بعد ذلك أقوى الأمم إيماناً وأرواحاً. لابد أن ترى في هذا الأمل ما يدفعها إلى اقتحام المصاعب مهما اشتدت ، ومقارعة الحوادث مهما عظمت ، حتى تظفر بما تصبو إليه من كمال .... ليقل القاصرون :أن هذا خيال عريق ووهم استولى على نفوس هؤلاء الناس ، وذلك هو الضعف الذي لا نعرفه ولا يعرفه الإسلام ، ذلك هو الوهن الذي قذف في قلوب هذه الأمة فمكن لأعدائها فيها ، وذلك هو خراب القلب من الإيمان وهو علة سقوط المسلمين .
وإنما نعلن فى وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه ، لا حظ له في الإسلام ، فليبحث له عن فكرة أخرى يدين بها ويعمل لها .
• يا شباب : لستم أضعف ممن قبلكم ممن حقق الله على أيديهم هذا المنهاج ، فلا تهنوا وتضعفوا ، وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى Sad

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } آل عمران /
سنربى أنفسنا.. ليكون منا الرجل المسلم ، وسنربى بيوتنا .. ليكون فيها البيت المسلم ، وسنربى شعبنا.. ليكون منه الشعب المسلم ، وسنكون من بين هذا الشعب المسلم ، وسنسير بخطوات ثابتة إلى تمام الشوط ، إلى الهدف الذي وضعه الله لنا لا الذي وضعناه لأنفسنا ، وسنصل بإذن الله وبمعونته ، ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) .
وقد أعددنا لذلك :إيمانا لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقف، وثقة بالله لا تضعف، وأرواحاً أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدة في سبيله. فليكن ذلك من صميم السياسة الداخلية والخارجية ، فإنما نستمد ذلك من الإسلام.. ونجد بأن هذا التفريق بين الدين والسياسة ليس من تعاليم الإسلام الحنيف.

رحمه الله تعالي و اسكنه اعلى عليين
لما قدمة لاجيال الشباب الاسلامي