[b] كان للنعمان بن المنذر يومان : يوم بؤس ويومُ كرمٍ، وكان لا يأخذ أحداً يوم بؤسِهِ إلا قتله، فأتي برجل يوم بؤسِهِ، فقال له ؟ أما علمت أن هذا يوم بؤسي ؟ قال: بلى. قال : فما حملك على ذلك وأنت تعلم أني أقتلك ؟. قال: أيها الملك إن لي ابنة عم ميعادي وإياها اليوم، فعرضت على نفسي أن أتخلف مع الحياة، أو أخرج فأنال حاجتي وأقتل فاختارت الخروج مع القتل. قال النعمان: فاذهبوا به فاضربوا عنقه. فقال الرجل: أيها الملك دعني أذهب فأنال حاجتي وشأنك والقتل. قال: ومنْ يضمن لي أن ترجع إلي . فالتفت إلى كاتب النعمان فقال: هذا يضمنني. قال: أتضمنه قال: نعم.
قال: إن لم، يجيء قتلتك. قال: نعم. فضرب له النعمان أجلًا وخلى سبيله ، ثم إن الرجل أتى بعد ذلك فقال له النعمان: ما حملك على المجيء وأنت تعلم أني أقتلك ؟ قال ؟ خفت أن يقال ذهب الوفاء. فالتفت إلى كاتبه وقال له: ما حملك على أن تضمن مَنْ لا تعرف وأنت تعلم أنه إن لم يعد قتلتك . قال: أيها الملك، خفت أن يقال ذهب الكرم. قال النعمان: وأنا أيضاً أخاف أن يقال: ذهب العفو، خلوا سبيله[/b]