الأمريكيين يقولون: من أشد منا قوة؟
نعم إن أمريكا اليوم تردد عبارة عاد الأولى، إنهم يرددون الآن هذه العبارة الظالمة الجائرة الخبيثة، من أشد منا قوة؟ {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا
يَجْحَدُونَ } (15) سورة فصلت يرددها الآن الأمريكيون بصلف وكبر واستعلاء، يقولون بأنهم القوة العظمى لا نزاع بأنهم القوة الوحيدة فى العالم، ومن حقهم أن يقودوا العالم كله، ولو قادوا العالم بعدل وإنصاف لربما وجدوا فى هذا العالم من يقول: إنهم يسوسون العالم بالعدل يوم أن غابت عن السياسة أمة العدل والحق وهى أمة التوحيد والإيمان، لكنهم يريدون أن يسوقوا العالم كله بعصا غليظة ويضربون العالم كله بالنعل على أم الرأس، ويعربدون هنا وهنالك دون أدنى مراعاة لا للإنسانية ولا للأعراف والقوانين الدولية، فها هم الأمريكيون الذين يملكون أخطر وسائل الإبادة البشرية فى العصر الحديث يسومون الإنسان أخطر ما تعرض له الإنسان فى تاريخ الدنيا، بل والله الذى لا إله غيره إنهم يفعلون الآن بالإنسان ما تستحى الوحوش الضارية أن تفعله ببعضها البعض فى عالم الغابات، يسقطون على المساكين المظلومين المقهورين فى العراق القنابل العنقودية المجرمة والمجرمة دولياً على مرأى ومسمع من العالم كله، اسقطوا آلاف الصواريخ على بغداد، أسقطوا آلاف القنابل على بغداد وها أنتم ترون الآن حجم الجراحات لبعض القتلى فى المدنيين العزل الذين لا يملكون حولاً ولا طولاً ولا قوة، هذه القوة الغاشمة التى تتغنى بأنها رائدة الحضارة فى العصر الحديث رائدة الإنسانية، وقائدة النظام العالمى الجديد يبيدون حضارة تجذرت فى أعماق الأرض آلاف السنين يبيدون بيوتا بما فيها، كم قتلوا من الأطفال؟ كم قتلوا من الشيوخ؟ كم قتلوا من الرجال والنساء؟
أطفالنا ناموا على احلامهم وعلى لهيب القاذفات أفاقوا
تصور أخى المسلم تصور أنك تبيت الليلة فى بيتك وفى منتصف الليل يسقط على بيتك صاروخ فيدمر البيت بمن فيه، لماذا لا تفكر أن الطفل الذى قتل بالأمس هو طفلك؟ لماذا لا تفكر أن البيت الذى ابيد بالأمس هو بيتك؟ لماذا لا تفكر فى أن الوالد والأم بل فى أن الجماعة والأسرة هى أسرتك؟ أبادها الأمريكيون الظالمون بالأمس، أنظر الآن ورب الكعبة إلى أطفالى وأتصور طفلا من هؤلاء الأطفال قد نزلت عليه أمام عينى وفى دارى قاذفة أو قنبلة أو صاروخ، فتحول إلى أشلاء وسالت منه الدماء وتمزقت هنا وهنالك منه الأشلاء، فأطفالنا فى فلسطين وفى العراق على أحلامهم ناموا وعلى لهيب القاذفات أفاقوا.
أطفالنا قتلوا فى بيوتهم والعالم كله خسة وخيانة ونفاق
أين النظام العالمى؟ أما له أثر؟ ألم تنعق به الأبواق؟
أين السلام العالمى؟ لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق
أين السلام العالمى؟ لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق
يا مجلس الخوف الذى فى ظله كسر الأمان وضيع الميثاق
أوما يحركك الذى يجرى لنا! أو ما يفيقك جرحنا الدفاق