الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما بعد
إن الله عز وجل لم يخلق شيئا إلا وفيه نعمه وفائده كبيره لعباده
فلولا الليل ما عرف النهار ولولا المرض ما عرف قدر الصحه
فكم من بلاء يكون نعمه على صاحبه فرب عبد يكون الخيرة له فى الفقر والمرض ولو صح وكثر ماله لبطر وبغى
(ولو بسط الله الرزق لعباده لبغو فى الارض )
فنحن نرى او نسمع كثيرا عن اناس ابتلاهم الله عز وجل وكانو ضائعين وتائهين فى تللك الحياه وافاقو وانابو الى الله عز وجل وكانت بدايه القرب من الله والانس من الله عز وجل
اولا لنعلم ما فوائد الابتلاء بصورتها الشرعيه
1-من فوائد لابتلاء انه تهذيب للنفس وتصفيه لها من الشر
فإذا اصيب العبد فلا يقل لماذا وكيف.....
أخرج البخارى عن أبى هريره رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب ولاهم ولا حزن ولا اذى حتى الشوكه يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه
وقال صلى الله عليه وسلم ولا يزال البلاء بالمؤمن فى أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئه
2-من فوائد المرض أن ما يعقبه من اللذه والمسره فى الاخره أضعاف ما يحصل له من المرض
اذا نزل المرض بالعبد فحمد الله بنى له بيت الحمد فى جنه الخلد
أخرج الترمذى عن جابر مرفوعا يود أناس يوم القيامه أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض فى الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء
3-من فوائد المرض قرب الله من المريض
يقول الله عز وجل ابن أدم عبدى فلان مرض فلم تعده أما لو عدته لوجدتنى عنده..رواه مسلم عن ابى هريره
4-من فوائد المرض أنه يعرف به صبر العبد
عن أنس مرفوعا ...أن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله اذا أحب قوما أبتلاهمفمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط
حديث عجبا لأمر المؤمن إن امره كله خير وليس ذالك ألا للمؤمن
5-من فائدة المرض أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد
يتعلق قلبه بربه فيدعوه
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ
6-ظهور أنواع التعبد
كالخشيه وتوابعها وهذه العبوديات لها اسباب تهيجها فكم من بليه كانت سبب لاستقامه العبد وفراره إالى الله وبعده عن الغى
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(11)الحج
وكم من عبد توجه ا الى الله إلا لما فقد صحته
وذالك إن على العبد عبوديه فى الضراء كما أن عليه عبوديه فيما يحب وأكثر الناس من يعطى العبوديه فى المكاره والشأن فى إعطاء العبوديه فى المكاره وفيها تتفاوت مراتب العباد وبحسبها تكون منازلهمعند الله ومن كان من أهل الجنه فلا تزال هداياه من المكاره تأتيه حتى يخرج من الدنيا نقياِ
************
7-من فوائد المرض :أن الله يخرج به العبد من الكبر والعجب
فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسى المبدأوالمنتهى،ولكن الله سلط عليه الأمراض والاسقام فيجوع كرها ويمرض كرها ويموت كرها
ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا حياه ولا نشورا،أحيانا يريد أن يعرف الشىء فيجهله ويريد أن يتذكر الشىء فينساه وأحيانا يريد الشىء فيه هلاكه ويكره الشىء وفيه حياته بل لا يأمن فى أى لحظه من ليل أو نهار أن يسلبه ربه ما أعطاه
************
8-من فوائد المرض:أنه علامه على إراده الله الخير للعبد
عن أبى هريره مرفوعا من يرد الله به خيرا يصب منه ..رواه البخارى
***********
9-من فوائد المرض أن العبد إذا كان على طريقه حسنه من العباده والتعرف على الله فى الرخاءفإنه يحفظ لهعمله الصالح اذا حبسه المرض
وهذا كرم من الله وتفضل تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشده
فى مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم ما من أحد من الناس يصاب بالبلاء فى جسده لإلا أمر الله الملائكه الذين يحفظونه فقال أكتبو لعبدى كل يوم وليله ما كان يعمل من خير ما كان فى وثاقى
**************
11-من فوائد المرض أنه اذا كان للعبد منزله فى الجنه ولم يبلغها بعمله أبتلاه الله فى جسده
أخرج ابن حبان فى صحيحه عن ابى هريره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليكون له عند الله منزله فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها
*************
12-من فوائد المرض أن يعرف العبد مقدار نعمه معافاته وصحته
***********
13-أنه إحسان ورحمه من الرب للعبد
فما خلقه إلا ليرحمه لا ليعذبه
ولكن أكثر النفوس جاهله بالله وحكمته ومع هذا فربها يرحمها
مَّايَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً
*********
14-من فوائد المرض أنه يكون سببا لصحه كثير من الامراض
فلولا تلك الالام لما حصلت هذه العافيه وهذا شأن أكبر الامراض ألا وهى الحمى اعاذنا الله واياكم ففيها منافع للبدن لا يعلمها الا الله حيث أنها تهذيب بعض الفضلات وتتسبب فى إنضاج بعض الموادالفاسده وأخراجها من البدن
*******
15-من فائد المرض :تخويف العبد
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَااسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
*********
16-من فوائد المرض أن الله يستخرج به الشكر*
*******
17-من فوائده معرفه العبد ذله وحاجته وفقره الى الله
*****
18-* استخراج عبودية الضراء وهي الصبر
لا تتم عبودية السراء وهي الشكر
وكذلك عبودية الضراء وهو الصبر
إلا بأن يقلب الله عز وجل أحوال عبده
حتى يتبين صدق عبوديته
فإن كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير
وذلك إن كان في سراء شكر فكان خيراً له
وإن كان في ضراء صبر فكانخيراً له
فالسراء والضراء كلاهما خير له
بصبرهوشكره
قال تعالى
{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص
من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئكهم
المهتدون} البقرة : 155،156 ، 157
والمصيبة تشمل كل ما يسوء المرء
قال بعضهم :
( لولا حوادث الأيام لم يعرف
صبرالكرام ولا جزع اللئام)
*****
*19- تكفير الذنوب والسيئات :
المرض سبب في تكفير الخطايا التي اقترفها الإنسان
بقلبه وسمعه وبصره ولسانه وسائر جوارحه
فإن المرض قد يكون عقوبةعلى ذنب وقع من العبد
قال تعالى :
{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
ويعفو عن كثير} الشورى : 20
ومن رحمة الله على عبده أنه يعجل بالعقوبة في الدنيا
وهذاخير له حتى تكفر عنه ذنوبه ويلاقي الله سالماً
طاهراً من أي ذنب إن شاء الله
وماذا بعد هذا الكلام قد يقول سائل لماذايثقل الله على المؤمنين الذي يكثرون العبادة بالأمراض والبلايا
في حين أن العصاة يتمتعون بكل مطايب الحياة ؟.
هذا السؤال يَرِد على وجهين أحدهما اعتراض والثاني استرشاد ، فأما وقوعه
علىسبيل الاعتراض فإن دليل على جهل السائل ، فإنّ حكمة الله سبحانه
وتعالى أعظم منأن تبلغها عقولنا والله عز وجل يقول : ( ويسألونك عن الروح
قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .
فهذه الروح التي هي بين جنبينا والتي هي مادة حياتنا نحن لا نعرفها وقد
عجز النظار والفلاسفة والمتكلمون عن تحديدهاوكيفيتها ، فإذا كانت هذه
الروح التي هي أقرب مخلوق إلينا لا نعلم منها إلا ماوُصف في الكتاب والسنة
فما بالك بما وراء هذا ؟ فالله عز وجل أحكم وأعظم وأجلوأقدر ، فعلينا أن
نسلم بقضائه تسليماً تاماً : قضائه الكوني وقضائه القدري ،لأننا عاجزون عن
إدراك غايات حكمته سبحانه وتعالى ، وعليه فالجواب عن هذا الوجهمن السؤال
أن نقول : الله أعلم وأحكم وأقدر وأعظم .
وأما الوجه الثاني وهو سؤال استرشاد فإننا نقول لهذا السائل : المؤمن يبتلى
ابتلاء الله له بمايؤذيه له فائدتان عظيمتان : الفائدة الأولى اختبار هذا الرجل
في إيمانه .
هل إيمانه صادق أو متزعزع ، فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله
وقدره ، ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر ، ويذكر عن بعض العابدات
أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في
ذلك فقالت : إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ، والمؤمن يحتسب الأجر من
الله تعالى ويسلم تسليماً . وهذه فائدة .
أما الفائدة الثانية : فإنالله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه
معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من
أبتُلي بالأمور التي يُصبرعليها فإذا صبر نال هذه الدرجة العالية التي فيها هذا
الأجر الكثير ، فيكونابتلاء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة
الصابرين ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الناس إيماناً
واتقاهم لله وأخشاهم للهكان يوعك كما يوعك الرجلان وشُدد عليه صلى الله
عليه وسلم عند النزع كل ذلك لأجل أن تتم له منزلة الصبر فإنه عليه الصلاة
والسلام أصبر الصابرين ، ومن هذا يتبين لك الحكمة من كون الله سبحانه
وتعالى يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب ،
أما كونه يعطي العصاة والفساق والفجار والكفار العافية والرزق يدره عليهم
فهذا استدراج منه سبحانه وتعالى لهم ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
قوله : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر . فهم يُعطون هذه الطيبات لتُعجل لهم
طيباتهم في حياتهم الدنيا ، ويوم القيامة ينالون ما يستحقونه من جزاء ، قال
الله تعالى : ( ويوم يُعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض
بغير الحق وبما كنتم تفسقون ).
فالحاصل أن هذه الدنيا هي للكفاريُستدرجون بها وهم إذا انتقلوا إلى الآخرة
من هذه الحياة الدنيا التي نعموا بهاوجدوا العذاب والعياذ بالله ، فإنه يكون
العذاب أشد عليهم لأنهم يجدون فيالعذاب النكال والعقوبة ، ولأنه مع فوات
محبوبهم من الدنيا ونعيمهم وترفهم ،
وهذه فائدة ثالثة يمكن أن نضيفها إلى الفائدتين السابقتين فيما سينا لا لمؤمن
من الأذى والأمراض ، فالمؤمن ينتقل من دار خير من هذه الدنيا فيكون قدانتقل
من أمر يؤذيه ويؤلمه إلى أمر يسره ويفرحه ، فيكون فرحه بما قدم عليه من
النعيم مضاعفاً لأنه حصل به النعيم وفات عنه ما يجري من الآلام والمصائب
من فتاوى بن العثيمين رحمه الله
.
والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام:
الأول:محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.
الثاني: موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله.
الثالث:راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.
والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.
(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.
(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لد فع البلاء.
(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.
• ومما يؤسف له أن بعض المسلمين ممن ضعف إيمانه إاذا نزل به البلاء تسخط و سب الدهر , ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً.
ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :
(1)الدعاء:قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
(2)الصلاة:فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة رواه أحمد.
(3) الصدقة"وفى الأثر "داوو مرضاكم بالصدقة"
(4) تلاوة القرآن: " وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين"ا
(5) الدعاء المأثور: "وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون" وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها.
وماذا بعد ذالك وقد علمت
الصبر والاحتساب والدعاء والاخذ بالاسباب
بالطرق الشرعيه
وختاما سؤال اوجه لكل من يقرأ ما الذى تعلمه من مرضه
وماذا قدمت لدين الله وماذا قدمدمت لربك !!!
بأنتظاركم
سبحنك اللهم وبحمدك نشهد ان لا إاله الا الله نستغفرك ونتوب اليك
من كلام كبار العلماء
ابن القيم..ابن باز..ابن العثيمين