هذه رسالة الى محافظ محافظة تعز من الاستاذ عبدالرحمن بجاش وقد أعدت نشرها علها تلقى صدى وتصل إلى محافظ محافظة تعز عبر ملتقى أبناء قدسالصديق حمود خالد الصوفي، أرجو قراءة هذا بعناية، وهو خلاصة لحكاية
طريق أرهقت الناس وصارت كحكاية بفصول طويلة - والحكايات بلا فصول - فالطريق التي نقصد تخدم مناطق كثيرة، بل عُزلاً هي سامع وبني حماد، مروراً بالأعلوم، وانتهاءً بقَدَسْ، التي ظُلمت طويلاً، وآن الأوان لأن يعاد الاعتبار لها بمزيد من المشاريع التنموية، فهي عزلة كبيرة وتربط من جهة ما بين محافظة تعز ولحج وعدن.
الطريق ابتداءً من النشمة، وفي لحظة من أعوام الستينيات شقّت حتى وصلت إلى حوبان قَدَسْ، ومن هناك وحين كان الناس لا تزال في أجسادهم قوة ومنعة، فبأيديهم شقّوا البقية حتى كدرة قَدَسْ، وطوال سنوات ظل الناس ولا يزالون يتجرعون التعب، وصار مَنْ في المدينة حين يفكّر مجرد تفكير في السفر يفتر حماسه، بل ويكره أن يقدم على خطوة أن يسافر حين يتذكر نقيل حلقان.
سنوات طويلة والناس يكافحون صعوداً وهبوطاً، ولم يكلّف مسؤول نفسه أن يعمل لذلك الجزء من الطريق أي حل، والباقي لم يكن سهلاً - أيضاً - بل قصة من قصص المعاناة حتى قيّض اللَّه لحظة تمت فيها سفلتة الجزء الممتد من النشمة، وعبر مراحل طويلة، الطريق الوحيدة التي لا تزال تُنجز فصولاً!! حتى وصل الأسفلت إلى حوبان قَدَسْ، والآن إلى المَعِيْن في حلقان قَدَسْ، وبقدرة قادر بدلاً من أن تستمر كما خطط لها فوجئ الناس بأنها ذهبت في اتجاه آخر لا يخدم كثافة سكانية - فقط - ليثبت كل واحد أن له نفوذاً، فصار كثيرون يجرون وراء الطرق الفرعية وتركوا الطريق الرئيسي، وفي لحظة سابقة شقّ فرع منها فوق قرية النباهنة، باعتبار أن هناك مَنْ قال إن الأسفلت سيتوجه إلى «الزبيرة» والمغاليس، فقلنا خيراً، لكن لا ذا تأتى ولا ذا حصل.
في الجانب الآخر هناك طريق تأتي إلى المنطقة من السمسرة، وصلت إلى البطنة ولا يزال الأسفلت هناك، ما يعني أن قلب قَدَسْ لا تصل إليه إلا بالمعاناة.
شخصياً كنت قد أقنعت وزير الأشغال الأسبق المهندس عبداللَّه الدفعي باعتماد مبلغ لسفلتة (8.200) كيلو حتى باب المستشفى في كدرة قَدَسْ، فوافق مشكوراً، وأعددنا كل الدراسات والتصميمات وتم تقدير التكلفة بـ (146) مليوناً، وأنجزت شخصياً كل شيء، وخذلنا المقاول في آخر لحظة برفضه التوقيع على التكليف، وهكذا ضاعت منَّا فرصة، مع العلم أن الطريق الرئيسي يفترض - أيضاً - أن يلتقي بالطريق المسفلت القادم من المغاليس، فتوقفتْ من سنوات أمام بوابة المداحج ولم تستكمل حتى اللحظة، ويبدو أنها لن تواصل، وفي نقطة حيث هي قرى الأهجوم لن تتخيل العذاب الذي يعانيه الناس، استطعت شخصياً الحصول من مشروع صيانة الطرق الريفية على موافقة بأن يتم رصف الـ (8.200) كيلو، تم رصف بعضها، وجزء من تكاليفها تم رصف الجزء الصعب جداً من نقيل حلقان، ومن النقطة التي يفترض أنها ستفضي إلى الأسفلت.
الآن الأسفلت لم يأتِ، ويبدو أنه لن يأتي!! ما دفعني إلى أن أوجّه إليك هذه الرسالة لإنقاذ قلب قَدَسْ مواسط حجرية من عناء الطريق، فمن المَعِيْن إلى وسط كدرة قَدَسْ أقل من عشرة كيلو مترات، والاتجاه الآخر الذاهب إلى الزبيرة يمكن - أيضاً - استكماله، فهو سيربط مناطق صعبة ببعضها، فقد طال الوعد، والمعاناة مستمرة، وبهذا أثق أنك ستفعل شيئاً، فالطريق هي السبيل الوحيد لأن يقترب هذا الوطن من بعضه، وهذه المنطقة قَدَسْ يكفيها ما تحملته.
رابط المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]