هل تعلم أخي المسلم الحبيب ن الاستغاثة ودعاء غير الله عز وجل هو الكفر البواح

أخي المسلم: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أسأل الله لنا ولك الهداية والرشاد، والعون والسداد.
أما بعد:
•فهل تعلم أن هناك شركاً أكبر مخرج من الملة، ومحبط للعمل، ومخلد في دار البوار والخسران، ومانع من شفاعة ولد عدنان صلى الله عليه وسلم؟ فإن كنت لا تعلم فتلك والله مصيبة، وإن كنت تعلم ولا تحذر منه، أو تمارس بعض صوره فالمصيبة أعظم.

•وهل تعلم أن أخطر صور الشرك الأكبر الدعاء والاستغاثة بذوات وجاه الأحياء والأموات؟

•وهل نعلم أن المستغيث والداعي غير الله مشرك، سواء كان المدعو والمستغاث به مَلكَاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو عبداً صالحاً. وأنه هو وعابد الصنم والوثن سواء بسواء؟

•وهل تعلم أن المشرك لا يُـقبل منه صرف ولا عدل، أي لا فرض ولا سنة؟ قال تعالى: "إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ باللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا"1. وقال: "وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"2. وقال على لسان لقمان وهو يعظ ابنه: " يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"3. وقال: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا"4. وقال: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"5.

•وهل تعلم أن جل السماع الصوفي عبارة عن قصائد شركية ودعوة للوثنية نحو:
o مصر المؤمنة بأهل الله.
o يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث اللمم
o فإن من جـودك الدنيا وضرتهـا ومن علومك علم اللوح والقلـم
o يا رحمن ارحم بجودك.
o جل جلاله.
•أخي الحبيب لماذا آثرتَ الطرق البدعية، والجماعات الخلفية، والأحزاب العلمانية وهجرت وتركت الطريقة المحمدية السوية وتركت الفرقة الناجية: "ما انا عليه وأصحابي اليوم" كما وصفها رسولك؟

•لماذا رغبت عن الصراط المستقيم الذي أوله عندك وآخره في الجنة؟ واتبعت الطرق الردية التي على رأس كل منها داع يدعو من اتبعه إلى النار؟

•هل تعلم أن رسولك الكريم جلس بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد؟ وان القرآن المكي كله لم يعالج قضية سوى قضية التوحيد؟ وأن كل التشريعات نزلت بعد الهجرة؟

•هل تدبرت قول رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم وقد قال له أعرابي: يا رسول الله ما الموجبتان؟ فقال: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك به شيئاً دخل النار"6.

•هل تعلم أخي الحبيب أن الله أغنى الشركاء، فمن أشرك معه غيره تركه وشركه؟

•هل تدبرت المثل القرآني: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا7 وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ"8.

•وهل تأملت دعاء المتبوعين والمريدين على سادتهم وكبرائهم واعتذارهم وندمهم حيث لا ينفع ذلك أبداً: "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"9.

•لماذا أخي الحبيب تقلد دينك الرجال آباءًا كانوا، أم أجداداً، أم مشايخ وقادة، وقد عاب الله عز وجل على المشركين الأوائل هذا المسلك وكان هو المانع الأساس لهم عن اتباع دعوة الحق: "إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ"10.

•لماذا تقول: إن كفر شيخي كفرتُ وإن دخل النار دخلتُ وتطيعه طاعة عمياء وقد قال رسولك الكريم: "إنما الطاعة في المعروف"؟

•أين هذا السلوك الرفيع من السلوك الوضيع الحقير (لا تعترض فتطرد)؟ يا فوز من اعترض فطرد.

•لماذا أخي الحبيب تنزل حاجتك ـ التي لا يستطيع قضاءها إلا رب الأرباب، نحو طلب الولد، والعافية، والهداية، والجنة ـ بمخلوق مثلك لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وقد قال ربك الكريم: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"11. وقال: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"12.

•هل تعلم اخي: "أن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" كما صح عن صاحب الشرع وأنه قال لأحب الخلق إليه: "يا فاطمة، يا عباس، يا صفية سلوني من مالي ما شئتم والله لا أغني عنكم من الله شيئاً" ومع ذلك يردد البعض:
(هم حاضرين13 يا ليلى مع الملكين يا ليلى14 وملقنين يا ليلى للكلمتين)
•لماذا يكون المشركون الأوائل أعقل من كثير من المنتسبين إلى الإسلام اليوم حيث كلنوا في وقت الشدة والكرب يسألون الله، وعند الرخاء يشركون معه الأصنام كما حكى عنهم ربنا ذلك: "فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ"15. بينما نجد جل الصوفية يدعون غير الله في الرخاء والشدة، بل منهم من يستغيث بغير الله داخل الصلاة بقوله: (يا أب شام) مثلاً.
لقد صور ذلك التباين الواضح، والشرك الفاضح أحد ائمة الحرمين الشريفين سابقاً أبو السمح رحمه الله قائلاً:
ولقد أتى في الذكر أن دعاءهـم في الكرب كان لـربنا الرحمـن
وإذا دنـا فرج وشامـوا برقـه عـادوا إلى الكفـران والطغيـان
لكن قومـي في الرخاء وضـده يدعـون غيـر الله بـالإحسـان
يدعون أمواتاً غدوا تحت الثرى ما إن لهم في ذي الورى من شان
والله كاشـف كـل كرب قـادر وسـواء ذو عجـر فقيـر فـان
•لماذا تفضل أخي الحبيب طريقة السامري: الرقص، والتواجد، والسماع على طريقة حبيبك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين كانوا يذكرون الله وكأنما على رؤوسهم الطير من الوقار والسكينة؟
فأول من احدث الضرب بالقضيب على الأديم (النوبة والطار) هم أصحاب السامري عندما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار فقاموا حواليه يرقصون ويتواجدون.
ولهذا عندما قيل لمالك الإمام رحمه الله: إن جماعة يذكرون الله بالرقص والتواجد. قال متعجباً مستنكراً: (أماجنين هم؟ قالوا: لا. قال: أأطفال هم؟ قالوا: لا. قال: ما كنت أظن أن مسلماً يفعل ذلك). كما روى ذلك عنه القاضي عياض رحمه الله.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله وهو خارج من بغداد إلى مصر: لقد خلفت ببغداد شيئاً أحدثه الزنادقة ليشغلوا به الناس عن كتاب الله يسمونه (التغبير).
والتغبير عبارة عن قصائد زهدية ليست ملحة ولا مصحوبة بآلات موسيقية ومع ذلك أنكره هذا الإمام واعتبره من البدع المحدثة.
ومن قولهم:
عبادك المغبرة رش علينا المغفرة
•هل أنت موقن بقول رسولك صلى الله عليه وسلم: "لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، أو يضروك بشيء، لم ينفعوك ولم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف" أو كما قال؟

• أخي الحبيب: جدد إيمانك، وسارع بالتوبة من الممارسات الشركية الكبرى والصغرى، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وزن أعمالك بميزان الشرع قبل أن توزن عليك، وتزين ليوم العرض الأكبر، واحذر البدع فكل بدعة ضلالة ولا يستخفنك الشيطان، ولا تستمع إلى كلام الجهال بأن هناك بدعة حسنة وأخرى سيئة قبيحة فقد أوتي رسولك جوامكع الكلم حين قال: "كل بدعة ضلالة".
اللهم من كان من هذه الأمة يظن أنه على الحق وهو ليس عليه اللهم فرده إلى الحق حتى يكون من أهله.
اللهم إنا أطعناك في أحب الأشياء إليك، شهادة أن لا إله إلا الله، ولم نعصك في أبغض الأشياء إليك، الشرك فاغفر لنا ما دون ذلك.
اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم.
وصلى الله وسلم وبارك وعظم على حامي حمى التوحيد القائل لمن قال له: ما شاء الله وشئتَ: "أجعلتني لله نداً؟ بل قل ما شاء الله وحده" وعلى آله وصحبه والمحبين له الطائعين إلى يوم الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين