الشيخ سلطان احمد القدسي
~[مشرف]~
عدد المشاركات : 229 نقاط : 535 الاقامه : اليمن صنعاء
| موضوع: يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 11:51 am | |
| يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور <BLOCKQUOTE class="postcontent restore "> لله ملك السماوات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير* ( الشوري:50,49)
من اسرار القرآن بقلم الدكتور: زغـلول النجـار
لله ملك السماوات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير* ( الشوري:50,49)
هاتان الآيتان الكريمتان جاءتا في خواتيم سورة الشوري, وهي سورة مكية, وعدد آياتها(53) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم تأكيدا علي مكانة الشوري في الإسلام, وإرشادا للمسلمين كي يقيموا حياتهم علي أساس منها.
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول عدد من عقائد الدين الإسلامي الحنيف, وفي مقدمتها: توحيد الخالق ـ سبحانه وتعالي.
ومن ركائز العقيدة الإسلامية أيضا: الإيمان بوحي السماء, وباصطفاء الأنبياء, وبوحدة رسالاتهم أجمعين علي الاسلام العظيم الذي لا يرتضي ربنا ـ تبارك وتعالي ـ من عباده دينا سواه, والإيمان بالبعث والجزاء, وبربانية القرآن الكريم, وبأنه الصورة الوحيدة من كلام رب العالمين المحفوظ بين أيدي الناس اليوم بنفس لغة وحيه, محفوظا كلمة كلمة, وحرفا حرفا بحفظ الله, وتحقيقا لوعده الذي قطعه علي ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة سابقة أبدا ـ والإيمان كذلك بإذعان الملأ الأعلي لرب العالمين, وبضرورة دعوة الناس أجمعين الي دين الله قبل أن تفاجئهم الآخرة بأهوالها.
ومن صميم العقيدة الإسلامية استنكار تكذيب المكذبين بكل من القرآن الكريم, وبعثة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ وسخريتهم من الآخرة واستهزائهم بحتميتها, واستعجالهم بالساعة وهي لاحقة بهم لا محالة.
وقد استهلت سورة الشوري بالحروف المقطعة الخمسة( حم* عسق) التي جاءت مرة واحدة في القرآن الكريم كله وإن كان الحرفان الأولان منها تكررا ست مرات أخري في مطلع مايسمي بالحواميم وهي سبع من سور القرآن الكريم( هي: غافر, فصلت, الشوري, الزخرف, الدخان, الجاثية, والأحقاف).
وقد سبق لنا مناقشة هذه الفواتح الهجائية, ولا أري ضرورة لتكرار ذلك هنا.
وبعد هذا الاستهلال تتوجه الآيات بالخطاب الي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة حقيقة الوحي إليه من الله العزيز الحكيم كما أوحي الي الأنبياء والمرسلين من قبله فتقول: حم* عسق* كذلك يوحي إليك وإلي الذين من قبلك الله العزيز الحكيم* له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم*. ( الشوري:1 ـ4)
ثم تستنكر الآيات بشدة شرك المشركين فتقول: تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم* والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل*.( الشوري:6,5)
وتستمر الآيات في توجيه الخطاب الي النبي والرسول الخاتم ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة صدق الوحي الإلهي بالقرآن الكريم فتقول.
وكذلك أوحينا إليك قرءانا عربيا لتنذر أم القري ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير* ( الشوري:7)
وتكرر الآيات في سورة الشوري التحذير من الشرك بالله ـ تعالي ـ فتقول: ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير* أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتي وهو علي كل شيء قدير*. ( الشوري:9,
وتؤكد الآيات علي لسان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن الحكم لله ـ تعالي ـ وحده, وتورد عددا من صفات هذا الخالق العليم الذي أنزل الدين علي فترة من الرسل وأتمه في بعثة النبي والرسول الخاتم فتقول:
وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه الي الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب* فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير* له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم* شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسي وعيسي أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب*( الشوري:10 ـ13)
وتدعو الآيات رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بالثبات علي الحق لتفرق الأمم بعد ماجاءهم من العلم فتقول:
وما تفرقوا إلا من بعد ماجاء هم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك الي أجل مسمي لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب* فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير* والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد( الشوري:14 ـ16)
وتعاود الآيات في سورة الشوري التأكيد علي أن الله ـ تعالي ـ هو الذي أنزل القرآن الكريم بالحق والعدل, وأن الساعة آتية لا ريب فيها, وأن المرتابين, فيها في ضلال بعيد فتقول:
الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب* يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد* الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز* ( الشوري:17 ـ19)
ثم تؤكد الآيات أن من كان يريد بعمله ثواب الآخرة فإن الله ـ تعالي ـ سوف يزيد له بركة في عمله الدنيوي, واجرا في الآخرة, ومن كان يريد أجر الدنيا فسوف يؤتيه منها, ولن يكون له في الآخرة من نصيب.
وتعاود الآيات استنكار شرك المشركين, مؤكدة انه لولا ان الله ـ تعالي ـ قد أجل الفصل بين العباد الي الآخرة لقضي بين العباد في الدنيا, وإن الظالمين لهم عذاب أليم. وتصف الآيات موقف كل من الضالين الظالمين, والصالحين المؤمنين في يوم القيامة وشتان بين الموقفين. وتكررالتأكيد علي أن القرآن الكريم هو وحي الله الخالق, الي خاتم أنبيائه ورسله الذي لا يستطيع أن يقول علي الله إلا الحق, وأن الله ـ تعالي ـ قادر علي أن يحق الحق بكلماته(... إنه عليم بذات الصدور*), وتصف الله ـ سبحانه وتعالي ـ فتقول:
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون* ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد*. (( الشوري:26,25)
ثم أشارت الآيات الي عدد من الشواهد الحسية الدالة علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق فتقول:
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير* وهو الذي ينزل الغيث من بعدما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد* ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو علي جمعهم إذا يشاء قدير* وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير* وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير* ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام* إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد علي ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور* أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير* ( الشوري:27 ـ34)
ثم تدافع الآيات عن كلام رب العالمين, مؤكدة أن ماعند الله خير وأبقي من كل متع الحياة الدنيا, وتورد عددا من صفات المؤمنين فتقول:
ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص* فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقي للذين آمنوا وعلي ربهم يتوكلون* والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون* والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوري بينهم ومما رزقناهم ينفقون* والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون* وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره علي الله إنه لا يحب الظالمين* ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل* إنما السبيل علي الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم* ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور* ( الشوري:35 ـ43)
وتستمر الآيات في استعراض مواقف كل من الكفار والمشركين والعتاة الظالمين في يوم القيامة وما سوف يكونون فيه من مهانة وذل, وتنصح الناس أن يستجيبوا لنداء الله فتقول:
إستجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير* ( الشوري:47)
ثم تتوجه الآيات بالخطاب الي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة له أن ماعليه إلا البلاغ فتقول:
فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور*( الشوري:48)
وتشير الآيات الي هيمنة الله ـ سبحانه وتعالي ـ علي كل شئ في الوجود, وأنه ـ تعالي ـ خالق كل شئ فتقول:
لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير*.( الشوري:50,49)
وتختتم سورة الشوري بالتأكيد علي ما بدأت به من أن القرآن الكريم هو الهداية الربانية الموحي بها من لدن رب العالمين الي خاتم الأنبياء والمرسلين لهداية الناس أجمعين الي صراط الله المستقيم فتقول:
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه مايشاء إنه علي حكيم* وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم* صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلي الله تصير الأمور* ( الشوري:51 ـ53)
من ركائز العقيدة في سورة الشوري (1) الإيمان بالله ـ تعالي ـ ربا واحدا أحدا, فردا صمدا, بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة, ولا ولد, والإيمان بملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر. (2) اليقين بحقيقة الوحي من الله العزيز الحكيم إلي من يصطفي من عباده الصالحين من الأنبياء والمرسلين, كما أوحي بالقرآن الكريم بالحق والعدل, وأنزله بلسان عربي مبين الي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ لينذر أم القري ومن حولها, وينذر يوم الجمع الذي لا ريب فيه, والذي سوف ينتهي بالخلائق الي فريق في الجنة وفريق في السعير, وأن الله ـ تعالي ـ يدخل من يشاء في رحمته, وأن الظالمين مالهم من ولي ولا نصير. (3) التسليم بأن الله ـ تعالي ـ هو رب كل شئ ومليكه, وأن له ما في السماوات وما في الأرض, وهو العلي العظيم, الغفور الرحيم, والودود الشكور, الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير, والذي تسبح الملائكة بحمده, وهو العليم بذات الصدور, الذي يقبل التوبة عن عباده, ويعفو عن السيئات, ويعلم مايفعل كل واحد من الخلق.
(4) التصديق بأن الشرك بالله ـ تعالي ـ ظلم عظيم, ومآله وخيم في الدنيا والآخرة, وأن طوق النجاة من الوقوع فيه هو توحيد الله ـ سبحانه وتعالي ـ توحيدا كاملا, خالصا, فوق جميع الخلق. (5) الإيمان بحتمية البعث بعد الموت, وبضرورة الحشر والحساب والجزاء, والجنة والنار, وبأن الساعة لا مرد لها من الله ـ تعالي. (6) اليقين بضرورة رد الأحكام الي الله ـ تعالي ـ والتوكل عليه, والإنابة إليه ـ سبحانه وتعالي ـ الذي له مقاليد السماوات والأرض, وهو فاطرهما, وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر, وهو بكل شئ عليم. وهو اللطيف بعباده, يرزق من يشاء وهو القوي العزيز.
(7) التسليم بوحدة رسالة السماء, وبالأخوة بين الأنبياء, وبضرورة إقامة الدين, وبأن أتباع الرسالات السابقة لم يتفرقوا إلا من بعد ماجاءهم العلم بغيا بينهم. وأن الذين ورثوا الكتاب من بعدهم هم أنفسهم في شك مريب مما وصل إلي أيديهم من كتابات. ( التصديق بأن الدعوة إلي دين الله الواحد, والاستقامة علي منهجه, والانصراف عن أهواء الكافرين, والإيمان بجميع رسالات السماء, والأمر بالعدل بين الناس كانت من دعاوي كل أنبياء الله وعباده الصالحين. (9) الإيمان ببطلان معارضة دين الله( الإسلام) بعد انتشاره في الأرض, وقبول البلايين من عباد الله ـ تعالي ـ له, وثبات صدق وحيه, وحفظ ذلك الوحي بحفظ الله علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية بنفس لغة الوحي, دون إضافة أو نقصان.
(10) اليقين بأن الدنيا مزرعة للآخرة, وأن متاع الدنيا قليل إذا ما قورن بنعيم الآخرة, وأن الذي يجتهد في الدنيا من أجل الآخرة يبارك الله ـ تعالي ـ عمله وأجره في الدارين, وأن الذي يركز جهده علي الدنيا وحدها لن ينال إلا ماكتبه الله ـ تعالي ـ له منها, وما له في الآخرة من نصيب, وأن الظالمين لهم عذاب أليم,(... والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم مايشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير). (11) التسليم بأنه لايصح لأحد من البشر أن يكلمه الله ـ تعالي ـ إلا وحيا, أو بإرسال ملك يكلمه فيوحي إليه بإذن الله مايشاء ـ تعالي ـ, واليقين بأن القرآن الكريم يهدي إلي صراط الله المستقيم, وأنه ما علي الرسل إلا البلاغ, وذلك واجب كل مؤمن برسالة الله الخاتمة فالله قاهر فوق عباده, بالغ الحكمة في كل أمر من أموره, وهو رب السماوات والأرض ومن فيهن, ورب كل شيء ومليكه, وأن إليه وحده تصيرالأمور.
من الدلالات العلمية للآيتين الكريمتين أولا: في قوله تعالي:... يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. لا يدرك كثير من الناس العمليات المعقدة التي تمر بها عملية الإنجاب والمخاطر العديدة التي تعترضها لولا رحمة الله ـ تعالي ـ ورعايته, ومن هنا يصفها هذا النص القرآني الكريم بأنها هبة من الله ـ سبحانه وتعالي ـ, ومن هنا أيضا كان واجب كل والدين أن يسجدا لله شكرا علي خروج كل مولود يولد لهما سليما معافي من هذه الرحلة الطويلة الشاقة, والمحفوفة بالمخاطر. والتي تبدأ بتخلق النطف.
(1) تخلق النطف(Gametogenesis): تتخلق النطف بعملية انقسام خاصة للخلايا تعرف باسم عملية الانقسام الانتصافي(Meiosis). وتتخلق النطف الذكرية(Spermatogenesis) في داخل الغدتين التناسليتين للرجل, والتي تتكون كل واحدة منهما من نحو الأربعمائة من الفصوص, يحوي كل واحد منها ثلاثة من الأنابيب المنوية الدقيقة, يبلغ طول كل واحدة منها نحو نصف متر, وهذه الأنابيب متعرجة وملتفة حول ذاتها بطول يتعدي نصف كيلومتر في المتوسط400 فص*3 أنابيب* نصف متر=600 متر). وهذه الأنابيب مكدسة في حيز لايزيد علي بضعة سنتيمترات مكعبة لتكون مايعرف باسم البربخ(Epididymis) الذي يقع في أعلي الخصية من الخلف, والذي تختزن فيه النطف الذكرية بمئات الملايين حتي تمام النضج.
وقبل البلوغ تمتليء الأنابيب المنوية بالخلايا العادية( كاملة عدد الصبغيات) والمعروفة باسم الخلايا الضعفانية(DiploidCells) والتي تنقسم بنظام الانقسام الفتيلي(Mitosis) لتعطي أمثالها. وعندم البلوغ( من عمر11 ـ13 سنة) تبدأ هذه الخلايا في التخصص فتأخذ في الانقسام انقساما انتصافيا(Meiosis) لتعطي خلايا فردانية(HaploidCells) بها نصف عدد الصبغيات المميزة للخلية العادية( الخلية الجسدية) وذلك من أجل تخليق خلايا النطف الذكرية الأولية(ThePrimarySpermatocytes) والتي تنقسم بدورها لتكون خلايا النطف الذكرية الثانوية(TheSecondarySpermatocytes) والتي تنقسم ثانية لتكون أربعا من أرومات النطف الذكرية الناضجة(Spermatids). التي تفقد جزءا من محتواها من السائل الخلوي السيتوبلازم لتكون ذيلا طويلا ممتلئا بالمتقدرات التي تساعدها علي الحركة لتتحول الي النطف الذكرية(Sperms) ونظرا لقلة محتواها الغذائي فان هذه النطف الذكرية لاتستطيع العيش لأكثر من(72) ساعة, إلا إذا تم تجميدها فيمكن الاحتفاظ بها خارج ا لجسم لعدة سنوات. ولابد للرجل من إخراج مائة مليون إلي ثلاثمائة مليون نطفة في الدفقة الواحدة لكي يتمكن من إتمام عملية الإخصاب. وإنتاج النطف الذكرية يستمر طيلة حياة الرجل, والنطف إذا لم تنطلق إلي خارج الجسم فانها تموت وتتحلل وتمتص بواسطة الأنسجة المحيطة أي توقف في هذه العملية المعقدة توقف عملية الانجاب مرحليا أو كليا.
أما نطف الأنثي فتتخلق كلها(Oogenesis) وهي في بطن أمها, ويبلغ عددها قرابة المليوني نطفة, ويتناقص هذا العدد عند البلوغ إلي مابين ثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف, وتختزن في كل من المبيضين تحت غطاء خاص. وتبدأ الخلايا البييضـــــــية الأولية(PrimaryOocytes), عند البلوغ بالانقسام الانتصافي الاول ولكن عند الطور الانتهائي الاولTelophase-1 تنقسم الخلية الي نصفين غير متســـــاويين يعرف الأصغر منهما باســـــــم الجســـــم القطــــبي الأولي(ThePrimaryPolarBody) ويعرف الجزء الأكبر باسم الخلية البييضية الثانويةTheSecondaryOocyte. وتعاود الخلية البييضية الثانوية الانقسام الانتصافي, إلي جسم قطبي ثانوي صغير وإلي أرومة البييضة(Ootid), وتتلاشي جميع الأجسام القطبية تماما. وتبدأ علمية إنتاج البييضات الناضجة أو الإباضة(Ovulation) بتحرك الارومة البييضة إلي سطح المبيض وهي محاطة بجراب غشائي دقيق(Follicle), ثم ينفجر هذا الغشاء, وتنطلق منه هذه الخلية إلي قناة المبيض(Oviduct) متحركة في اتجاه الرحم. ويتوقف إطلاق خلايا بييضية أخري بإفراز أعداد من الهرمونات حتي تخصب هذه البييضة وتستمر في تكوين الجنين أو تطرد إلي خارج الجسم في بحر من الدم أثناء الدورة الشهرية. وتنتج الأنثي في حياتها(300 ـ500) بييضة تصل أحاد منها إلي مرحلة الاخصاب, ويصل الأقل من ذلك إلي مرحلة الانجاب, وأي خلل في طريق هذه الرحلة الطويلة قد يعوق عملية الانجاب مرحليا أو كليا.
2 ـ تزاوج النطف أو عملية الاخصاب والحملFertilizationandPregnancy): سبق ان اشرنا إلي أن أقل عدد من النطف الذكرية قادر علي إخصاب البييضة الواحدة هو مائة مليون حيمن في الدفقة الواحدة, وهذه الحيامن لابد وأن تكون صحيحة وسليمة ونشطة حتي يتمكن احدها من الوصول إلي البييضة واخصابها. وهذه البييضة لابد وأن تكون ناضجة وسليمة وصحيحة حتي يمكن اخصابها, وذلك لأن بعض النساء غير قادرات علي الحمل لتعذر عملية الاباضة(Ovulation) لديهن, أو لعدم انتظام تلك العملية أو عدم اتمامها في الوقت المناسب, وفي هذه الحالات يلجأ بعض الأطباء إلي النصح بتناول عدد من الهرمونات الخاصة كأدوية للاخصاب تعين علي استحثاث عملية الاباضة وتنظيمها. ولكن استخدام هذه الهرمونات قد يؤدي إلي انغراس اكثر من جنين في جدار الرحم مما يعوق تمام نمو أي منها.
كذلك قد تستخدم هرمونات أخري مضادة في عملية تنظيم النسل, وهذه ايضا قد يكون لها من الأضرار ما يعوق الحمل في المستقبل. وعادة ما تفرز المرأة بييضة واحدة في منتصف دورتها الشهرية, وان كانت هذه الدورة غير منتظمة عند عدد من النساء لسبب أو آخر. ولكن عندما تفرز البييضة فإنها تدفع إلي قناة المبيض متحركة في اتجاه الرحم, فإذا تواجدت الحيامن في هذه اللحظة فإنه أحدها فقط قد يتمكن من اختراق جدار البييضة في محاولة لاخصابها. وبنجاح هذه العملية تتكون النطفة الامشاج أي المختلطة التي تعرف باسم اللقيحة(Zygote) التي يتكامل فيها عدد الصبغيات إلي العدد المحدد لنوع الانسان(46 صبغي). وبتحرك النطفة الأمشاج عبر قناة المبيض في اتجاه الرحم فإنها تأخذ في الانقسام الفتيلي(MitosisDivision) إلي خلايا اصغر فأصغر بعملية تسمي عملية الانفلاقCleavage)) حتي تتحول إلي كرة مكدسة بالخلايا الصغيرة فتعرف باسم التويتةMorula)), ثم تتجوف التويتة لتكون الأريمةBlastula)) التي تنزرع في بطانة جدار الرحم مكونة مرحلة تعرف باسم مرحلة المعيدةGastrulaStage)), ويسميها القرآن الكريم باسم مرحلة العلقة(Leech-like-Stage) وهي تسمية أدق, ثم تنمو العلقة( من15 إلي25 يوما) إلي المضغة( من26 إلي42 يوما), ثم مرحلة تخلق العظام وكسوتها باللحم( العضلات والجلد)( من43 إلي56 يوما), ثم انشاء الجنين خلقا آخر( من57 إلي266 يوما)( فتبارك الله أحسن الخالقين*).
وخلال هذه المراحل جميعا يكون الجنين محاطا بغشاء مليء بالسوائل المائية يعرف باسم غشاء السليAmnion)) الذي يحفظه من الصدمات ويبقيه رطبا, وهناك غشاءان آخران يحيطان بغشاء السلي هما: الغشاء المشيمي(Chorion), ثم الغشاء الساقط(Allantois), وهذان الغشاءان الأخيران يلتحمان مع بطانة جدار الرحم ليكونا المشيمة(Placenta) التي تمد الجنين بحاجاته الأيضية, وتفرز اعدادا من الهرمونات التي توقف عملية الاباضة طوال فترة الحمل, كما توقف نزيف الدورة الشهرية. ولكي يتم نمو الجنين لابد له من التغذية المستمرة التي تزوده بها أمه عن طريق المشيمة, ذلك الجهاز العجيب الذي ينظم تبادل التغذية والدم والاكسجين, وكلا من ثاني اكسيد الكربون وغيره من المخرجات بين الجنين وأمه عن طريق دورتها الدموية. ومع تغذية الجنين يتم نمو وانقسام خلاياه وتخصصها إلي مختلف الخلايا المكونة لأنسجته المتخصصة( الخلايا العصبية, والعضلية, والعظمية, والجلدية, وخلايا الدم واللمف وغيرها). وأي خلل في هذه الرحلة الطويلة قد يعوق الانجاب أو يشوهه.
3 ـ جنس الجنين: علي الرغم من تناهيها في ضآلة الحجم فإن الخلايا التناسلية تمثل ينبوع الحياة, ومصدر تنوعها الذي يستمر بها من الآباء إلي الأبناء والأحفاد: من أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ إلي ان يرث الله ـ تعالي ـ الأرض ومن عليها. وفي الانسان تحتوي الخلية الجسدية علي(46) صبغيا مرتبة في(23) زوجا تتشابه في الشكل وتختلف في التركيب, وفيما يحمله كل صبغي من المورثات, وهذا العدد ثابت في خلايا كل من الذكر والأنثي, وإن اختلفا في الصبغيات المحددة للجنس, فالخلية الجسدية للذكر تحمل(44) صبغيا جسديا بالاضافة إلي صبغيين لتحديد الجنس غير متشابهين لأن احدهما يحمل شارة التذكير(Y) والآخر يحمل شارة التأنيت(X), وأثناء عملية الانقسام الانتصافي من أجل تكوين النطف ينتج حيمن يحمل شارة الذكورة وآخر يحمل شارة الأنوثة. وعلي العكس من ذلك فإن الصبغيين المحددين للجنس في الخلية الجسدية للأنثي متشابهان وكلاهما يحمل شارة الأنوثة(X), فإذا انقسمت الخلية الجسدية للأنثي انقساما انتصافيا لتكوين البييضات التي تكون متشابهة في إشارتها الجنسيةX)),(X).
وعلي ذلك فإذا كان الحيمن الذي يخصب البييضة حاملا للشارة المذكرةY)) جاء الجنين ذكرا بإذن الله ـ الخالق سبحانه وتعالي ـ, وإذا كان حاملا للشارة المؤنثةX)) جاء الجنين أنثي بإذن الله ـ تعالي ـ. ولذلك يقول علماء الوراثة بأن جنس الجنين( ذكرا أو أنثي) يتحدد في اللحظة الأولي التي يلتقي فيها الحيمن بالبييضة في النطفة الامشاج, ولكن خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول في حديثه الصحيح الذي رواه حذيفة بن اسيد: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها, وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها, ثم قال: يارب! ذكر أو أنثي؟ فيقضي ربك ما يشاء, ويكتب الملك( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه, كتاب القدر). وكلام علماء الوراثة ينطبق علي مرحلة الصبغيات, وهي مرحلة غير مشاهدة لأن الشفرة الوراثية للانسان المحمولة علي الصبغيات امر شديد الضآلة, وبالغ التعقيد, فهي تشغل حيزا في نواة الخلية لا يزيد علي واحد من مليون من الملليمتر المكعب, ولكنها إذا فردت يزيد طولها علي المترين, يضمان18.6 بليون قاعدة كيميائية من السكر والفوسفور والقواعد النيتروجينية التي لو اختل وضع قاعدة واحدة منها فإما ان يشوه هذا المخلوق أو لا يكون.
أما علي مستوي الأنسجة فإنه لا يمكن تمييز جنس الجنين قبل بداية الاسبوع السابع من عمره, حين تبدأ غدده التناسلية في التمايز, ولو نزل سقطا وتم تشريحه تشريحا كاملا. وذلك لأن الاعضاء التناسلية الظاهرة ـ وان بدأت في التخلق مع نهاية الاسبوع السادس من عمر الجنين ـ إلا أنه يصعب التمييز بين الذكر والأنثي قبل بداية الشهر الرابع من بدء عملية الاخصاب. وقد لا يتطابق التكوين الظاهري للاعضاء التناسلية مع حقيقة الغدد التناسلية, هذا بالإضافة إلي أن الاعضاء التناسلية الخارجة عن الجسم إنما تنشأ من نتوءات جلدية, ولا يتم تخلق الجلد إلا بين الاسبوعين الثامن والثاني عشر من عمر الجنين. والغدد التناسلية تنمو من الحدبة التناسلية بين العمود الفقري والأضلاع( أي: بين الصلب والترائب) ثم تنزل تدريجيا إلي الحوض ابتداء من الاسبوع العاشر من عمر الجنين, ولا تصل الخصيتان إلي كيس الصفن خارج الجسم إلا في الشهر التاسع. وعلي الرغم من ذلك فيمكن معرفة جنس الجنين بتحليل عينة من السائل الامينوسي( الرهل) المحيط به والذي تتناثر فيه بعض خلاياه, وذلك بفحص الصبغيات في تلك الخلايا ابتداء من الاسبوع الخامس عشر من عمره, كما يمكن معرفة ذلك بالموجات فوق الصوتية بعد الشهر الرابع من عمره.
من ذلك كله يتضح ان الذي يهب الاناث لمن يشاء ويهب الذكور لمن يشاء هو الله ـ الخالق, الباريء, المصور ـ ولا أحد سواه.
ثانيا: في قوله تعالي: أو يزوجهم ذكرانا وإناثا...* أجمع المفسرون علي تفسير هذا النص القرآني بمعني: أو يعطي لمن يشاء الزوجين: الذكر والأنثي, علي اعتبار أن معني يزوجهم هو يجعلهم, ولكن ما المانع من اعتبار يزوجهم ذكرانا واناثا بمعني يزوج الاناث منهم ذكرانا ويزوج الذكران منهم إناثا؟ وذلك انطلاقا من حديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ الذي يقول فيه:... ما من نسمة كائنة إلي يوم القيامة إلا وهي كائنة( أخرجه أئمة الحديث الستة). ومعني هذا الحديث الشريف أن الله ـ تعالي ـ الذي احصي نفوس بني آدم من لدن آدم ـ عليه السلام ـ إلي قيام الساعة مدون عنده كل فرد بشيفرته الوراثية وأبويه فهو ـ تعالي ـ الذي يزوج النفوس, ويعلم من من هذه النفوس يتزوج من وفي أي زمان ومكان, وماذا سيكون نسلهم أو لا يكون.
ثالثا: في قوله تعالي:... ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير*: معني هذا النص القرآني الكريم أن الله ـ تعالي ـ يجعل من يشاء بلا ولد, ذكرا كان أو أنثي. يقال: رجل عقيم, وجمعه عقماء وعقام, وامرأة عقيم وجمعها عقائم وعقم. ويقول ربنا ـ تبارك وتعالي: المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا*. (الكهف:46).
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا جعل الله ـ تعالي ـ بعض خلقه عقماء وعقم؟ وللاجابة علي ذلك أقول: لعل من مبررات ذلك أن يستبين فضل نعمة الذرية علي من لا ذرية له, فيحمد صاحب الذرية ذلك لله, ويصبر من لا ذرية له فينال بذلك أجري الدنيا والآخرة. ويحمد صاحب الذرية المعافاة, الصحيحة, السليمة, الصالحة إذا رأي عند غيره ذرية مخالفة, كما يحمد من لا ذرية له أنه لم يرزق ذرية معاقة. فمن المعروف أن تفاعل الشيفرتين الوراثيتين لكل من الأب والأم قد ينتج عنه العديد من الطفرات الوراثية المسببة للعديد من الأمراض الخلقية الناتجة عن التلف في مادة الحمض النووي الريبي المنزوع الاكسجين الذي تكتب به الشيفرة الوراثية, أو في حيود عدد الصبغيات بالزيادة أو بالنقصان مما يؤدي إلي أمراض مستعصية مثل الأورام السرطانية, والتخلف العقلي والخرف والعته, والشيخوخة المبكرة والتشوهات الخلقية والعصبية العديدة, ولذلك أكدت الآيتان الكريمتان اللتان نحن بصددهما حقيقة عدل الله ـ تعالي ـ بتمييز عباده إلي أربعة اقسام: منهم من يعطيه الاناث,
ومنهم من يهبه البنين, ومنهم من يعطيه الذكور والاناث, أو يزوج كلا منهم بما يناسبه, ومنهم من يجعله عقيما لأنه ـ تعالي ـ عليم بما يناسب كل فرد من عباده, قدير علي تحقيق هذا التفاوت بين بني آدم بعلمه, وحكمته وإرادته, والذين يؤمنون بالله ـ تعالي ـ يدركون ان قدر الله هو الخير كله, وهو العدل كله, ولو اطلع الواحد منهم علي الغيب ما اختار غير ما قدر له الله العليم القدير.
هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الناس في زمن الوحي, ولا لقرون عديدة من بعده, ولم يكن ممكنا لأحد من الخلق ان يصل إلي ذلك العلم بوسائط العلوم المكتسبة أبدا, ولذلك فإن سبق القرآن الكريم بذكرها بهذا الوضوح والجلاء لمما يقطع لكل ذي بصيرة بأن هذا الكتاب المجيد لا يمكن ان يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم انبيائه ورسله, وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة أخري ـ حفظه في نفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ وحفظه كلمة كلمة وحرفا حرفا حتي يكون حجة علي جميع الناس إلي قيام الساعة, فالحمد لله علي نعمة الإسلام, والحمد لله علي نعمة القرآن, والحمد لله علي بعثه خير الأنام سيدنا وسيد الأولين والآخرين, خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. </BLOCKQUOTE> | |
|