اسم الشهرة :ابن عَلوان
الأسم : أحمد بن علوان بن عطّاف بن يوسف بن مطاعن بن عبدالكريم بن حسن بن إبراهيم بن عيسى بن سليمان بن علي
المحافظة : تعز-الجمهورية اليمنية.
القرية : يفرس جبل حبشي
الصفات : مؤلف , فيلسوف
التخصصات
القرن الذي عاش فيه ( 7هـ / 13م )
تاريخ الوفاة 665 هـ / 1267 م
أبوالعباس، صفي الدين؛ لم يعرف مكان ولادته، وتوفي في بلدة (يفرس)، حاضرة (جبل حبشي)، من بوادي محافظة تعز.
فقيه، متصوف، شاعر. نشأ في قرية (ذي الجَنان) في جبل (ذخر)، المعروف الآن بـ(جبل حبشي)، وكان أبوه كاتبًا لدى الملك (صلاح الدين بن الكامل الأيوبي)، فعاش في ترفٍ كما كان عليه أولاد الكتاب.
نال الوجاهة، وأُلقي حبُّه في قلوب الناس، وظهرت له كرامات كثيرة، وارتحل إلى مقام الشيخ (أبي الغيث بن جميل)، في قرية (بيت عطا)، قرب مدينة زبيد؛ فدرس عليه علم الطريقة الصوفية، ولبس (خرقة التصوف)، وكان آمِرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم.
وكانت له مراسلات مع ملوك عصره من (بني رسول)، دلَّت على الحكمة والشجاعة والحرص على مصالح الناس، وخصوصًا تلك التي جرت بينه وبين الملك (عمر بن علي بن رسول)؛ حيث يقول في إحداها:
يا ثالث (العُمَرينِ)، افعل كفعلهما
وليتفق فيه منك السرُّ والعلــنُ
واستبق عدلاً يقول الناظرون له
نعم المَلِيكُ ونعم البلدة اليمـن
عارٌ عليك عمارات مشــيدةٌ
وللرعية دورٌ كلها دِمَـــنُ
فانظر إليهم فعين الله ناظـرةٌ
همُ الأمانة والسلطان مؤتَمَنُ
يقول الصوفيون: إنه كان له في التصوف فصولٌ كثيرة، يتكلم بها على لغاتٍ شَتَّى؛ فسُئل بعض العارفين، من أين عرف الشيخ تلك اللغات، وهو عربي، ولم يُعْرف عنه خروج من اليمن؟ فقال: إنه روح الشيخ مهبطٌ لأولياء الله، ولهم لغاتٌ كثيرة يتكلمون بها على لسانه. كما كان يكتب كلامه بلغات متفرقة، واتضح بعد رحيله عن الدنيا بقرون أنه كان له مكتبة عامرة بالمخطوطات، مشتملة على اللغات العبرية والفارسية، ورموز المتصوفة وغيرهم، وكان يستخدمها في شعره.
وكان يقول إذا علم أن سامعيه لا يفهمون كلامه: "يا واقفًا على الماء وهو عطشان".
ومن أقواله: "إذا كانت المعصية من الله قديمًا، لم يؤثر فيها التبغيض حديثًا، وإذا كانت المعصية من الله حديثًا، لم يؤثر فيها التحبيب حديثًا، ويكفي على ذلك شاهدًا، معصية آدم، وطاعة إبليس، وكيف انعكست الآية". وهذه عقيدة قريبة من (الجبرية)، ولكنها سمة في المدرسة الصوفية.
سكن قرية (يفرس) وتزوج بامرأة منها، وتُحكى عنه أساطير كثيرة، منها: أن أناسًا من قرية (السمكر)، إحدى قرى بادية (الجَنَد) ضاحية مدينة تعز، ذهبوا لزيارته، ومع كل منهم هدية يتقرب بها، ولما وصلوا، سلموا عليه، وسلموا هداياهم إلى نقيبه، ورجعوا إلى ديارهم، ولم يقم أحدٌ منهم من نومه، إلاَّ وجد هديته ذاتها قد أعيدت إليه.
من مؤلفاته: 1-المهرجان ـ ط. بتحقيق الأستاذ (عبدالعزيز سلطان المنصوب). 2-الفتوح والأسرار المكنونة ـ ط. بتحقيق الأستاذ (عبدالعزيز سلطان المنصوب). 3-التوحيد الأعظم-خ برقم: 918، مكتبة الجامع الكبير بصنعاء (تصوف). طبع بتحقيق الأستاذ (عبدالعزيز سلطان المنصوب). 4-البحر المشكل الغريب-خ برقم: 1368، مكتبة جامعة الرياض. 5-الكبريت الأحمر. طبع بتحقيق الأستاذ (عبدالعزيز سلطان المنصوب). 6-ديوان ابن علوان-خ في مكتبة الأمبودليان.
نظم الشعر وأجاده، وهو أحد شعراء اليمن المشهود لهم بجزالة اللفظ، ورقة المعنى، والتجديد والتحديث في بحور الشعر، حيث كان من أوائل الشعراء اليمنيين الذين كتبوا (المبيتات)، و(المربعات)، و(المخمسات)، ومن ذلك قوله:
جاءَتك هاسون
أغصانَ ياسون
جَنْوِية الجـون
بيضاء لاجـون
وكذلك قوله:
ياليلة أسفرت بســاقِ
طال إلى وجهها اشتياقي
كم ذقت أيام غاب عني
من غصةٍ مُرة المـذاق
إلى قوله:
قد طلقت نفسه هواهـا
فلا سبيل إلى الوفــاق
واستنكحت بالرضا هواها
فلا سبيل إلى التلاقــي
عناق سرٍّ لـــروح بِرٍّ
أمانة من جوى الفـراق
عاش في أجواء تنضح بالخلافات المذهبية والسياسية، واتخذ جانب المهادنة، دون انحياز لأيٍّ من الفرقاء، يتضح ذلك من قوله:
تَمادى الشاهدان بنور عقلي
فذا يُحيي، وذاك يريد قتلــي
فوافقتُ المُشير إلى التَّجلـي
وخالفتُ المشير إلى الَّتخلـي
ولو أني نطقتُ على فــنائي
لقُلت مقالة الحلاج قبلـــي
ولكن شدَّ من أهــواه أزري
وقوَّى همتي وأجَدَّ عقلـــي
فبعضي من فنون الحب فـانٍ
وبعضي بين إخواني وأهلــي
فلا أدري أللإخوان أبقــــى
أم الأهلين أم لله أم لــــي
ولي وجهان مكـــنونٌ وبادٍ
ولي علْمان جزئيٌّ وكُلـــي
نسب الناس إليه الكثير من الحكايات والخوارق التي ترقى إلى مرتبة الأساطير، وتناقلوا عنه ما هو بريء منه، وأسرفوا في التقرب والنذور له، حتى وصل بعضهم إلى حالة من حالات الشرك.
وقد قال في ذلك الشاعر (زيد بن علي الموشكي) مستنكرًا على الناس تقديسهم له من قصيدة طويلة:
يا عين هذا الصنم الأكــبرُ
وهذه يفرس والمنكــــر
هذا ابن علوان وذا قــبره
يعبده الجاهل لا يفــــتر
هذا امرؤ قد صار رهن البلا
ولا يورد الأمر ولا ويصـدر
إن النصارى ثلثوا ربهــم
وألف ربٍّ عندنا يذكـــر
وقد أمر ولي العهد (أحمد بن يحيى حميد الدين) بهدم ضريح صاحب الترجمة، وإزالته سنة 1362هـ/1943م، ونقل رفاته إلى مكان مجهول، وانقطع الناس عن زيارته فترة من الزمن، ثم أعيد بناء الضريح، وتجديده. السيرة الذاتية للعلم