اعتبر محللون سياسيون أن الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى اليمن تأتي لتأكيد الشراكة بين واشنطن وصنعاء في محاربة تنظيم القاعدة، ولجسر هوة الخلاف بين السلطة اليمنية والمعارضة بشأن الانتخابات.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء عبد الله الفقيه أن زيارة كلينتون مهمة جدا، فهي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أميركي إلى اليمن منذ نحو عشرين عاما، وإن كان ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق زار صنعاء في عام 2002، فإن زيارته اقتصرت على لقاء الرئيس علي عبد الله صالح في مطار صنعاء فقط.
وقال الفقيه في حديث للجزيرة نت إن "واشنطن قلقة بشأن التطورات في اليمن، وتتخوف من أن تفقد صنعاء السيطرة على الأوضاع في حال تفجرها، خاصة مع تهديد أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بالنزول إلى الشارع، احتجاجا على إجراءات السلطة الانفرادية بشأن الانتخابات والتعديلات الدستورية".
وأضاف أن "كلينتون أكدت دعوة الولايات المتحدة للفرقاء باليمن إلى إجراء حوار سياسي، وأن تجرى الانتخابات النيابية بمشاركة الجميع، وخاصة أحزاب اللقاء المشترك، وأن تتم أي تعديلات دستورية بالتوافق مع المعارضة، وأن واشنطن تتطلع إلى عملية سياسية تساعد على وحدة واستقرار اليمن".
أهداف أخرى
ولم يستبعد الفقيه أن تكون زيارة وزيرة الخارجية الأميركية تشمل أهدافا أخرى مثل تطبيع العلاقة مع العراق، وإرسال بعثات دبلوماسية، والمشاركة في القمة العربية في بغداد.
ومن جانبه أكد القيادي في أحزاب اللقاء المشترك نائف القانص -في حديث للجزيرة نت- أن "كلينتون جاءت لتقريب وجهات النظر بين السلطة والمعارضة، ومحاولة إخراج البلد من الأزمة السياسية التي تسببت فيها السلطة"، وأشار إلى عقد كلينتون جلسة طويلة مع الأمناء العامين لأحزاب اللقاء المشترك بعد مباحثاتها مع الرئيس صالح.
وقال إن "الإدارة الأميركية تدرس الوضع في الدول العربية إجمالا، وتراقب تصاعد الأحداث في تونس والجزائر والسودان، إلى جانب اليمن الذي تخشى من انفلات الأوضاع فيه، وهو ما قد يكون كارثيا وأكثر خطرا على المصالح الأميركية ودول المنطقة".
ورأى القانص أنه "إذا استمر الحزب الحاكم في إجراءاته الانفرادية نحو الانتخابات، فسيجبر المعارضة على النزول إلى الشارع بطرق سلمية، لكن إذا انفلت الشارع فلن تتحكم فيه المعارضة أو السلطة، وفيه مخاطرة كبيرة، خاصة أن الشعب اليمني مسلح، ويعاني من الفقر، وقد ينفجر بطريقة غير متوقعة".
هاجس القاعدة
إلى ذلك قال الباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي "إن الأميركيين لا يهمهم لا استقرار سياسي ولا تقدم اقتصادي في اليمن، وإنما هدفهم هو تنظيم القاعدة".
وأشار الجمحي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن اليمن بات على رأس أولويات السياسة الخارجية الأميركية، وذلك وفقا لإعلان كبار مسؤولي البيت الأبيض وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما، الذي اعتبر تنظيم القاعدة باليمن الأخطر في العالم.
وقال الجمحي "الأميركيون يدركون أن الخلاف بين السلطة والمعارضة في اليمن سيشكل ثغرة تؤدي إلى انشغال السلطة عن تنظيم القاعدة، وأن عدم التوصل لاتفاق بين المعارضة والسلطة بشأن إجراء الانتخابات، سيصب في مصلحة تنظيم القاعدة، فأي مشاكل أو صراعات جديدة في البلد، ستضعف السلطة في مقابل تقوية تنظيم القاعدة وتوسع نشاطه".