عبدالاله مجيد من لندن
واشنطن 29 يناير - (ايلاف) :
دعمت الحكومة الأميركية في السر قيادات وراء الانتفاضة المصرية كانت تخطط لتغيير النظام منذ ثلاث سنوات ، كما أفادت صحيفة الديلي تلغراف.
وقالت الصحيفة إن السفارة الأميركية في القاهرة ساعدت احد المعارضين الشباب على حضور قمة مدعومة أميركيا لناشطي المعارضة عُقدت في نيويورك وحرصت على إبقاء هويته بعيدة عن أعين الدولة البوليسية المصرية، على حد وصف الصحيفة.
ولدى عودة الناشط إلى القاهرة في كانون الأول/ديسمبر 2008 ابلغ دبلوماسيين أميركيين أن تحالفا لقوى المعارضة أعد خطة تهدف إلى إسقاط الرئيس حسني مبارك وإقامة حكومة ديمقراطية هذا العام.
وقالت الديلي تلغراف إنها تحمي هوية هذا الناشط الذي سبق وأن اعتقلته السلطات المصرية بالارتباط مع المشاركة في تظاهرات.
وتبين برقيات دبلوماسية أميركية سرية نُشرت على موقع ويكيليكس ان مسؤولين أميركيين ضغطوا على الحكومة المصرية للإفراج عنه مع معارضين آخرين اعتقلتهم الشرطة.
وفي برقية دبلوماسية سرية أُرسلت في 30 كانون الأول/ديسمبر 2008 قالت مارغريت سكوبي السفيرة الأميركية في القاهرة أنّ جماعات معارضة أعدت على ما يُفترض خططا سرية لتغيير النظام قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أيلول/سبتمبر هذا العام.
وكُتبت عبارة "سري" على البرقية التي وجهتها سكوبي إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعنوان "ناشط 6 نيسان/ابريل عن زيارته للولايات المتحدة وتغيير النظام في مصر".
وجاء في البرقية أن هذا الناشط زعم أن "عدة قوى معارضة اتفقت على دعم خطة غير مكتوبة للانتقال إلى ديمقراطية برلمانية تشتمل على إضعاف سلطات الرئاسة وتمكين رئيس الوزراء والبرلمان ، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2011".
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في السفارة الأميركية قوله إن الخطة "حساسة بحيث لا يمكن أن تُكتب" تحريريا.
وشككت السفيرة سكوبي في إمكانية نجاح خطة "غير واقعية" كهذه أو حتى في وجود خطة.
ولكن الوثائق أظهرت أن دبلوماسيين أميركيين تحدثوا مع هذا الناشط الذي تلقى دعما واسعا لحملته من أجل الديمقراطية من مسؤولين في واشنطن، وساعدته السفارة الأميركية في القاهرة على حضور "قمة" للناشطين الشباب في نيويورك نظمتها وزارة الخارجية الأميركية.
ونبه مسؤولون في السفارة الأميركية واشنطن إلى ضرورة التكتم على هوية الناشط لأنه يمكن أن يتعرض إلى الملاحقة لدى عودته إلى مصر.
وزُعم انه أصلا تعرض إلى التعذيب على امتداد ثلاثة أيام عندما اعتقلته مباحث أمن الدولة لمشاركته في عمل احتجاجي قبل سنوات.
وتضم حركة 6 نيسان/ابريل التي تشير إليها البرقية نحو 70 ألف عضو وهي تستخدم المواقع الاجتماعية لتنسيق الاحتجاجات وتغطية نشاطاتها.
وتكشف البرقيات التي نُشرت على موقع ويكيليكس أن مسؤولي السفارة الأميركية في القاهرة كانوا على اتصال منتظم مع الناشط المذكور خلال عامي 2008 و2009 باعتباره واحدا من أوثق مصادرهم للحصول على معلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان.