السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : " يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّفِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ،وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " .صحيح أبي داود
يكون شكر العبد ربَّه علىنعمه الجليلة ؟ يكون الشكر بتحقيق أركانه ، وهي شكر القلب ، وشكر اللسان ، وشكرالجوارح .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
الشكر يكون : بالقلب : خضوعاًواستكانةً ، وباللسان : ثناءً واعترافاً ، وبالجوارح : طاعةً وانقياداً .
"
مدارج السالكين " 2 / 246 .
وتفصيل ذلك :
أما شكر القلب : فمعناه : أنيستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله على عبده ، وأن ينعقد على الاعتراف بأنالمنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ، قال تعالى " وَمَا بِكُممِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ " النحل/ 53 .
وليس هذا الاعتراف من باب الاستحباب، بل هو واجب ، ومن نسب هذه النعم لغيره تعالى : كفر .
وأما شكر اللسان : فهوالاعتراف لفظاً – بعد عقد القلب اعتقاداً – بأن المنعَم على الحقيقة هو الله تعالى، واشتغال اللسان بالثناء على الله عز وجل .
قال بعض السلف : " مَن كتم النعمة : فقد كفَرها ، ومن أظهرها ونشرها : فقد شكرها " .
قال ابن القيم – تعليقاً علىهذا - :
وهذا مأخوذ من قوله " إن الله إذا أنعم على عبد بنعمة : أحب أن يَرى أثرنعمته على عبده " .
"
مدارج السالكين " 2 / 246 .
وأما شكر الجوارح : فهوأن يسخِّر جوارحه في طاعة الله ، ويجنبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصيوالآثام .
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
الشكر على درجتين : إحداهماواجب ، وهو أن يأتي بالواجبات ، ويتجنب المحرمات ، فهذا لا بد منه ، ويكفي في شكرهذه النعم ، ... .
ومن هنا قال بعض السلف :
"
الشكر : ترك المعاصي " .
ومن شكر النعم بالجوارح : تسخيرها في طاعة الله تعالى ، بقراءة القرآن ، وكتبالعلم ، وسماع النافع والمفيد ، وهكذا باقي الجوارح تسخرها في الطاعات المختلفة
منقووول للفائدة.