وقفت في ليلة قمراء من ليالي الربيع انظر الى عظمة الخالق البادية في روعة مخلوقاته .. ووقع نظري على القمر ، شدني اليه بحبال نوره الصافي وقفت بين يديه أناجيه وأسائله : ايها القمر خبرني.. اكشف لي عن سر جمالك الآخاذ .. أهو اكتمال دورتك في هذه الليله الباهرة ؟ أم أنها اشعاعاتك الفضية التي تغسل ما علق بالقلب من هموم الحياة ومتاعبها .. قُل لي بربك ايها البدر ما سرحلاوتك وجمالكدون أقرانك من كواكب ونجوم ؟!
نظر إلي القمر من عليائه وقد بدت على ثغره ابتسامة ساخرة قائلاً : هكذا دائما أنتم بني البشر .. سرعان ما تجذبكم المظاهر، وتنسون الجواهر تنظرون الى الصورة وتغفلون الطباع والقلوب . ان سرجمالي ياابن آدم ليس في صورتي الجميلة أو في دوران هيكلي .. وانما هو في أشياء أخرى غابت عن خيالكم الخصيب انه في الايحاءات والمعاني التي تجسدت في خلقتي ان اشعاعاتي التي تراها هي حبي لجميع الناس والمخلوقات ، ان منبع جمال نوري هي في نفعه للناس وهدايته للسائرين في الطريق . ان جمال اعتلائي هو علوي فوق احقاد الناس وشرورهم وسمو نفسي فوق هفواتهم وفجورهم ، ان الخط الذي يتصل من طرفيه ليرسم دائرتي هو عدم الابتداء والانتهاء فهذه المشاعر والمعاني التي تتجسد على كل جارحة من جوارحي بدأت مع بداية خلقي ولن تنتهي الا مع انتهائي .
وودعني القمر بعد ان علمني درساً لن انساه ابداً... ابداً .