السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسماء الله الحسنى و معانيها
اللـــه :
هو الإسم الذى تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ،
و جعله أول أسمائه و أضافها كلها إليه و لم يضفه الى
إسم منها ، فكل ما يرد بعده يكون نعتا له و صفة ، و هو
إسم يدل دلالة العلم على الإله الحق و هويدل عليه
دلالة جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية .
هذا و الإسم ( الله ) سبحانه مختص بخواص لم توجد
فى سائر أسماء الله تعالى .
* الخاصية الأولى : أنه إذا حذفت الألف من قولك
( الله ) بقى الباقى على صورة (لله و هومختص به
سبحانه كما فى قوله ( و لله جنود السموات والأرض ) ،
و إن حذفت عن البقية اللآم الأولى بقيت على صورة
( له ) كما فى قوله تعالى ( له مقاليد السموات و
الأرض) فإن حذفت اللآم الباقية كانت البقية هى قولنا
( هو ) و هو أيضا يدل عليه سبحانه كما فى قوله
( قل هو الله أحد ) و الواو ذائدة بدليل سقوطها فى
التثنية والجمع ، فإنك تقول : هما ، هم ، فلا تبقى
الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة فى لفظ الله غير
موجودة فى سائر الأسماء .
* الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة _ و هى الكلمة
التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر الى الإسلام _ لم
يحصل فيها إلا هذا الإسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد
أن لا إله إلا الرحمن الرحيم ، لم يخرج من الكفر و لم
يدخل الإسلام ، و ذلك يدل على إختصاص هذا الإسم
بهذه الخاصية الشريفة .
* الرحمن الرحيم :
الرحمن الرحيم إسمان مشتقان من الرحمة ، و الرحمة
فى الأصل رقة فى القلب تستلزم التفضل و الإحسان ،
و هذا جائز فى حق العباد ، و لكنه محال فى حق الله
سبحانه و تعالى، و الرحمة تستدعى مرحوما .. و لا
مرحوم إلا محتاج ، و الرحمة منطوية على معنين الرقة
و الإحسان ، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة و تفرد
بالإحسان . و لا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى ،
إذ هو الذى وسع كل شىء رحمة ، و الرحيم تستعمل
فى غيره و هو الذى كثرت رحمته ، و قيل أن الله رحمن
الدنيا و رحيم الآخرة ، و ذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم
المؤمنين و الكافرين ، و من الآخرة يختص بالمؤمنين ،
إسم الرحمن أخص من إسم الرحيم ، و الرحمن نوعا
من الرحمن ، و أبعد من مقدور العباد ، فالرحمن هو
العطوف على عباده بالإيجاد أولا و بالهداية إلى الإيمان
و أسباب السعادة ثانيا و الإسعاد فى الآخرة ثالثا ،
و الإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا . الرحمن هو
المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد ، و الرحيم
هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد .
* المــــلك :
الملك هو الظاهر بعز سلطانه ، الغنى بذاته ، المتصرف
فى أكوانه بصفاته ، و هو المتصرف بالأمر و النهى ، أود
الملك لكل الأشياء ، الله تعالى الملك المستغنى بذاته
و صفاته و أفعاله عن غيرة ، المحتاج اليه كل من عداه ،
يملك الحياة والموت والبعث والنشور ، و الملك الحقيقى
لا يكون إلا لله وحده ، و من عرف أن الملك لله وحده أبى
أن يذل لمخلوق ، و قد يستغنى العبد عن بعض اشياء
و لا يستغنى عن بعض الأشياء فيكون له نصيب من الملك
و قد يستغنى عن كل شىء سوى الله ، و العبد
مملكته الخاصة قلبه و جنده شهوته و غضبه و هواه
و رعيته لسانه وعيناه وباقى أعضائه فإذا ملكها و لم
تملكه فقد نال درجة الملك فى عالمه ، فإن انضم الى
ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة الأنبياء ، يليهم
العلماء و ملكهم بقدر قدرتهم على ارشاد العباد ، بهذه
الصفات يقرب العبد من الملائكة فى صفاته و يتقرب
الى الله .
* القــــدوس :
تقول اللغة أن القدس هو الطهارة ، و الأرض المقدسة
هى المطهرة ، و البيت المقدس : الذى يتطهر فيه
من الذنوب ، و فى القرآن الكريم على لسان الملائكة
و هم يخاطبون الله ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )
أى نطهر انفسنا لك ، و جبريل عليه السلام يسمى
القدس لطهارته من العيوب فى تبليغ الوحى الى
الرسل أو لأنه خلق من الطهارة ، و لا يكفى فى تفسير
القدوس بالنسبة الى الله تعالى أن يقال أنه منزه عن
العيوب و النقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب
مع الله ، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس
المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم ، بل كل صفة
نتصورها للخلق هو منزه عنها و عما يشبهها أو يماثلها .
* الســــلام :
تقول اللغة هو الأمان والاطئنان ، والحصانة والسلامة ،
ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة ، و أن القلب
السليم هو الخالص من العيوب ، والسلم (بفتح السين أو
كسرها ) هو المسالمة وعدم الحرب ، الله السلام لأنه
ناشر السلام بين الأنام ، وهو مانح السلامة فى الدنيا
و الآخرة ، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب
و النقائص لكماله فى ذاته وصفاته و أفعاله ، فكل
سلامة معزوة اليه صادرة منه ، و هوالذى سلم الخلق
من ظلمه ، وهوالمسلم على عباده فى الجنة ، و هو
فى رأى بعض العلماء بمعنى القدوس . و الإسلام هو
عنوان دين الله الخاتم و هومشتق من مادة السلام الذى
هو اسلام المرء نفسه لخالقها ، و عهد منه أن يكون
فى حياته سلما و مسالما لمن يسالمه ، و تحية
المسلمين بينهم هى ( السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته ) و الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من
الدعوة الى السلام فيقول : السلام من الإسلام، افشوا
السلام تسلموا .. ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان :
الإنصاف مع نفسم ، و بذل السلام للعالم ، و الإنفاق من
الإقتار ( أى مع الحاجة ) إفشوا السلام بينكم اللهم أنت
السلام ، و منك السلام ، و اليك يعود السلام ، فحينا
ربنا بالسلام .
* المؤمن :
الإيمان فى اللغة هو التصديق ، ويقال آمنه من الأمان ضد
الخوف ، والله يعطى الأمان لمن استجار به و استعان ،
الله المؤمن الذى وحد نفسه بقوله ( شهد الله أنه لا
اله إلا هو ) ، وهو الذى يؤمن أولياءه من عذابه ، و يؤمن
عباده من ظلمه ، هو خالق الطمأنينة فى القلوب ، أن
الله خالق أسباب الخوف و أسباب الأمان جميعا و كونه
تعالى مخوفا لا يمنع كونه مؤمنا ، كما أن كونه مذلا لا
يمنع كونه معزا ، فكذلك هو المؤمن المخوف ، إن إسـم
( المؤمن ) قد جاء منسوبا الى الله تبارك و تعالى فى
القرآن مرة واحدة فى سورة الحشر فى قوله تعالى
( هو الله الذى لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون )
سورة الحشر .
* المهيمن :
الهيمنة هى القيام على الشىء والرعاية له ، و المهيمن
هو الرقيب أو الشاهد ، و الرقيب اسم من أسماء الله
تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شىء ، المبالغ
فى الرقابة و الحفظ ، أو المشاهد العالم بجميع الأشياء ،
بالسر و النجوى ، السامع للشكر والشكوى ، الدافع للضر
و البلوى ، و هو الشاهد المطلع على افعال مخلوقاته ،
الذى يشهد الخواطر ، و يعلم السرائر ، و يبصر الظواهر ،
و هو المشرف على أعمال العباد ، القائم على الوجود
بالحفظ و الإستيلاء .
* العزيــــز :
العز فى اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الإمتناع ،
والتعزيز هو التقوية ، والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى
هو الخطير ، ( الذى يقل وجود مثله . وتشتد الحاجة اليه .
و يصعب الوصول اليه ) و إذا لم تجتمع هذه المعانى الثلاث
لم يطلق عليه اسم العزيز ، كالشمس : لا نظير لها و النفع
منها عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لا توصف بالعزة لأنه
لا يصعب الوصول الي مشاهدتها . وفى قوله تعالى
( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )
فالعزة هنا لله تحقيقا ، و لرسوله فضلا ، و للمؤمنين ببركة
إيمانهم برسول الله عليه الصلاة و السلام .
* الجبـــــار :
اللغة تقول : الجبر ضد الكسر ، واصلاح الشىء بنوع من القهر ،
يقال جبر العظم من الكسر ، وجبرت الفقير أى أغنيته ،
كما أن الجبار فى اللغة هو العالى العظيم و الجبار فى
حق الله تعالى هو الذى تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار
فى كل أحد ، ولا تنفذ قيه مشيئة أحد ، ويظهر أحكامه
قهرا ، و لا يخرج أحد عن قبضة تقديره ، و ليس ذلك إلا لله ،
و جاء فى حديث الإمام على ( جبار القلوب على فطرتها
شقيها وسعيدها ) أى أنه أجبر القلوب شقيها و سعيدها
على ما فطرها عليه من معرفته ، وقد تطلق كلمة الجبار
على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب لله ، الذى
يكون جبارا على نفسه جبارا على الشيطان محترسا من
العصيان .
و الجبار هو المتكبر ، والتكبر فى حق الله وصف محمود ،
و فى حق العباد وصف مذموم .
* المتكــــبر :
المتكبر ذو الكبرياء ، هو كمال الذات و كمال الوجود ، و الكبرياء
و العظمة بمعنى واحد ، فلا كبرياء لسواه ، و هو المتفرد
بالعظمة و الكبرياء ، المتعالى عن صفات الخلق ، الذى تكبر
عما يوجب نقصا أو حاجة ، أو المتعالى عن صفات المخلوقات
بصفاته و ذاته .
كل من رأى العظمة و الكبرياء لنفسه على الخصوص دون
غيره حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس فى الحقوق
سواء ، كانت رؤيته كاذبة و باطلة ، إلا لله تعالى .
[size=21]
[size=25]الخالــــق :
الخلق فى اللغة بمعنى الإنشاء أو النصيب لوافر من الخير
و الصلاح . و الخالق فى صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء ،
المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ، و هو الذى قدر
الأشياء وهى فى طوايا لعدم ، و كملها بمحض الجود و الكرم ،
و أظهرها وفق إرادته و مشيئته و حكمته
والله الخالق من حيث التقدير أولا ، و البارىء للإيجاد وفق
التقدير ، و المصور لترتيب الصور بعد الأيجاد ، و مثال ذلك
الإنسان فهو أولا يقدر ما منه موجود فيقيم الجسد ثم يمده
بما يعطيه الحركة والصفات التى تجعله إنسانا عاقلا .
* البارىء :
تقول اللغة البارىء من البرء ، و هو خلوص الشىء من غيره ،
مثل أبرأه الله من مرضه
البارىء فى اسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا عن
مثال ، و البرء أخص من الخلق فخلق الله السموات و الأرض ،
و برأ الله النسمة ، كبرأ الله آدم من طين
البارىء الذى يبرىء جوهر المخلوقات من الأفات ، و هو
موجود الأشياء بريئة من التفاوت و عدم التناسق ، و هو
معطى كل مخلوق صفته التى علمها له فى الأزل ، و بعض
العلماء يقول ان اسم البارىء يدعى به للسلامة من الأفات
و من أكثر من ذكره نال السلامة من المكروه .
* المصــــور :
تقول اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة ، و الصورة
هى الشكل و الهيئة .
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ،
و مزينها بحكته ، و معطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت
حكمته الأزلية ، و كذلك صور الله الناس فى الأرحام أطوارا ،
و تشكيل بعد تشكيل و كما قال الله نعالى ( و لقد خلقنا
الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار
مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا
المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر
فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، و كما يظهر حسن التصوير
فى البدن تظهر حقيقة الحسن أتم و أكمل فى باب الأخلاق ،
و لم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم
كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ( وإنك لعلى خلق
عظيم ) ، و كما تتعدد صور الابدان تتعدد صور الأخلاق
و الطباع .
* الغفـــــار :
فى اللغة الغفر والغفران : الستر ، و كل شىء سترته فقد
غفرته ، و الغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ،
و عفوه عنها بفضله و رحمنه ، لا بتوبة العباد و طاعتهم ، و
هو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا و تجاوز عن
عقوبتها فى الآخرة ، و هو الغافر و الغفور و الغفار ، و الغفور
أبلغ من الغافر ، و الغفار أبلغ من الغفور ، و أن أول ستر الله
على العبد أم جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه ، و جعل
خواطره و ارادته القبيحة فى أعماق قلبه و إلا مقته الناس ،
فستر الله عوراته .
و ينبغى للعبد التأدب بأدب الإسم العظيم فيستر عيوب اخوانه
و يغفو عنهم ، و من الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له
من كل هم فرجا ، و من كل ضيق مخرجا ، و رزقه من حيث
لا يحتسب .
* القهــــار :
القهر فى اللغة هو الغلبة و التذليل معا ، و هو الإستيلاء على
الشىء فى الظاهر و الباطن و القاهر و القهار من صفات الله
تعالى و أسمائه ، و القهار مبالغة فى القاهر فالله هو الذى
يقهر خلقه بسلطانه و قدرته ، هو الغالب جميع خلقه رضوا
أم كرهوا ، قهر الانسان على النوم .
و اذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه
حتى تطيع أوامر ربها و يقهر الشيطان و الشهوة و الغضب .
روى أن أحد العارفين دخل على سلطان فرآه يذب ذبابة عن
وجهه ، كلما طردها عادت ، فسال العارف : لم خلق الله
الذباب ؟ فأجابه العارف : ليذل به الجبابرة .
* الوهـــــاب :
الهبة أن تجعل ملكك لغيرك دون عوض ، و لها ركننان
أحدهما التمليك ، و الأخر بغير عوض ، و الواهب هو المعطى ،
و الوهاب مبالغة من الوهب ، و الوهاب و الواهب من أسماء
الله الحسنى ، يعطى الحاجة بدون سؤال ، و يبدأ بالعطية ،
والله كثير النعم .
* الــــــرزاق :
الرزاق من الرزق ، و هو معطى الرزق ، و لا تقال إلا لله
تعالى . و الأرزاق نوعان ، ظاهرة للأبدان كالأكل ، و باطنة
للقلوب و النفوس كالمعارف و العلوم ، والله اذا أراد بعبده
خيرا رزقه علما هاديا ، ويدا منفقة متصدقة ، و إذا أحب عبدا
أكثر حوائج الخلق اليه ، و إذا جعله واسطة بينه و بين عباده
فى وصول الأرزاق اليهم نال حظا من اسم الرزاق
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( ما أحد أصبر على أذى
سمعه من الله ، يدّعون له الولد ثم يعافيهم و يرزقهم ) ،
وأن من اسباب سعة الرزق المحافظة على الصلاة و الصبر
عليها .
* الفتــــاح :
الفتح ضد الغلق ، و هو أيضا النصر ، و الاستفتاح هو
الاستنصار ، و الفتاح مباغة فى الفتح و كلها من أسماء الله
تعالى ، الفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل مغلق ، و بهدايته
ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك لأنبيائه ، و تارة
يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه و يفتح لهم الأبواب الى
ملكوت سمائها ، و من بيده مفاتيح الغيب و مفاتيح الرزق ،
و سبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق
للعباد .
* العليــم :
العليم لفظ مشتق من العلم ، و هو إدراك الشىء بحقيقته ،
وسبحانه العليم هو المبالغ فى العلم ، فعلمه شامل لجميع
المعلومات محيط بها ، سابق على وجودها ، لا تخفى عليه
خافية ، ظاهرة و باطنة ، دقيقة و جليلة ، أوله و آخره ، عنده
علم الغيب و علم الساعة ، يعلم ما فى الأرحام ، و يعلم ما
تكسب كل نفس ، و يعلم بأى أرض تموت
و العبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم ، و العلم له
طغيان أشد من طغيان المال و يلزم الإنسان الا يغتر بعلمه ،
روى أن جبريل قال لخليل الله ابراهيم و هوفى محنته
( هل لك من حاجة ) فقال إبراهيم ( أما اليك فلا ) فقال له
جبريل ( فاسأل الله تعالى ) فقال ابراهيم ( حسبى من
سؤالى علمه بحالى ) و من علم أنه سبحانه و تعالى العليم
أن يستحى من الله و يكف عن معاصيه و من عرف أن الله
عليم بحاله صبر على بليته وشكر عطيته وأعتذر عن قبح
خطيئته
القابــــض :
القبض هو الأخذ ، و جمع الكف على شىء ، و قبضه ضد
بسطه، الله القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره و
الأرواح بعدله ، و الأرزاق بحكمته ، و القلوب بتخويفها من جلاله .
و القبض نعمة من الله تعالى على عباده ، فإذا قبض الأرزاق
عن انسان توجه بكليته لله يستعطفه ، و إذا قبض القلوب فرت
داعية فى تفريج ما عندها ، فهو القابض الباسط
و هناك أنواع من القبض الأول : القبض فى الرزق ، و الثانى :
القبض فى السحاب كما قال تعالى ( الله الذى يرسل السحاب
فيبسطه فى السماء كيف يشاء و يجعله كسفا فترى الودق
يخرج من خلاله فاذا أصاب به من يشاء من عباده اذا هم
يستبشرون ) ، الثالث : فى الظلال و الأنوار والله يقول
( ألم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم
جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا ) ،
الرابع : قبض الأرواح ، الخامس : قبض الأرض قال تعالى
( و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة
و السموات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون ) ،
السادس قبض الصدقات ، السابع : قبض القلوب .
* الباســــط :
بسط بالسين أو بالصاد هى نشره ، و مده ، و سره ، الباسط
من أسماء الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من
عباده ، و أيضا هو مبسط النفوس بالسرور و الفرح ، و قيل :
الباسط الذى يبسط الرزق للضعفاء ، و يبسط الرزق للأغنياء
حتى لا يبقى فاقة ، و يقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة
يذكر اسم القابض و الباسط معا ، لا يوصف الله بالقبض دون
البسط ، يعنى لا يوصف بالحرمان دون العطاء ، و لا بالعطاء
دون الحرمان .
* الخافـــــض :
الخفض ضد الرفع ، و هو الإنكسار و اللين ، الله الخافض الذى
يخفض بالأذلال أقواما و يخفض الباطل ، و المذل لمن غضب
عليه ، و مسقط الدرجات لمن استحق وعلى المؤمن أن
يخفض عنده إبليس وأهل المعاصى ، و أن يخفض جناح الذل
من الرحمة لوالديه و المؤمنين .
* الرافــــع :
الرافع سبحانه هو الذى يرفع اوليائه بالنصر ، و يرفع الصالحين
بالتقرب ، و يرفع الحق ، و يرفع المؤمنين بالإسعاد .
و الرفع يقال تارة فى الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن
مقرها ، كقوله تعالى ( الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ) ،
و تارة فى البناء إذا طولته كقوله تعالى ( و إذ يرفع ابراهيم
القواعد من البيت واسماعيل ) ، و تارة فى الذكر كقوله تعالى
( ورفعنا لك ذكرا ) ، و تارة فى المنزلة اذا شرفتها
كقوله تعالى ( و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) انتهى .
* المعــــــز :
المعز هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب
القوى الذى لا يغلب ، و هوالذى يعز الأنبياء بالعصمة و النصر ،
و يعز الأولياء بالحفظ و الوجاهه ، و يعز المطيع و لو كان فقيرا ،
و يرفع التقى و لو كان عبد حبشيا
و قد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم و القوىو ذى الإنتقام
و الرحيم و الوهاب والغفار و الغفور و الحميد و العليم و المقتدر
و الجبار ،و قد ربط الله العز بالطاعة، فهى طاعة و نور و كشف
حجاب ، و ربط سبحانه الذل بالمعصية ، فهى معصية و ذل
و ظلمة و حجاب بينك و بين الله سبحانه، و الأصل فى اعزاز
الحق لعباده يكون بالقناعة ، و البعد عن الطمع .
* المـــــذل :
الذل ما كان عن قهر ، و الدابة الذلول هى المنقادة غير
متصعبة ، و المذل هو الذى يلحق الذل بمن يشاء من عباده ،
إن من مد عينه الى الخلق حتى أحتاج اليهم ، و سلط عليه
الحرص حتى لا يقنع بالكفاية ، و استدرجه بمكره حتى اغتر
بنفسه ، فقد أذله و سلبه ، و ذلك صنع الله تعالى ، يعز
من يشاء و يذل من يشاء و الله يذل الإنسان الجبار بالمرض
أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج الى سواه ، ما أعز الله عبد
بمثل ما يذله على ذل نفسه ، و ما أذل الله عبدا بمثل ما
يشغله بعز نفسه ، و قال تعالى و لله العزة و لرسوله و
للمؤمنين .
* السميـــع :
الله هو السميع ، أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات
دون حاسة أو آلة ، هو السميع لنداء المضطرين ، و حمد
الحامدين ، و خطرات القلوب و هواجس النفوس ، و مناجاة
الضمائر ، و يسمع كل نجوى ، و لا يخفى عليه شىء فى
الأرض أو فى السماء ، لا يشغله نداء عن نداء، و لا يمنعه
دعاء عن دعاء .
و قد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبى عليه الصلاة
و السلام اللهم إنى أعوذ بك من قول لا يسمع ) ، أو يكون
بمعنى الإدراك كقوله تعالى ( قد سمع الله قول التى
تجادلك فى زوجها ) . أو بمعنى فهم و عقل مثل قوله تعالى
( لا تقولوا راعنا قولوا نظرنا واسمعوا ) ، أو بمعنى الانقياد
كقوله تعالى ( سماعون للكذب ) و ينبغى للعبد أن يعلم أن
الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذى أنزله على
نبيه فيستفيد به الهداية، إن العبد إذا تقرب الى ربه بالنوافل
أحبه الله فأفاض على سمعه نورا تنفذ به بصيرته الى ما وراء
المادة .
* البصيـــر :
البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ، و البصيرة عقيدة القلب ،
و البصير هو الله تعالى ، يبصر خائنة الأعين و ما تخفى الصدور
، الذى يشاهد الأشياء كلها ، ظاهرها و خافيها ، البصير لجميع
الموجدات دون حاسة أو آلة .
و على العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به الى الآيات
و عجائب الملكوت و يعلم أن الله يراه و يسمعه و قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ،
فإن لم تره فإنه يراك ) ، روى أن بعض الناس قال لعيسى بن
مريم عليه السلام هل أجد من الخلق مثلك ، فقال : من كان
نظره عبرة ، و يقظته فكره ، و كلامه ذكرا فهو مثلى .
* العــــــدل :
العدل من أسماء الله الحسنى ، هو المعتدل ، يضع كل شىء
موضعه ، لينظر الإنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام
مختلفة، هى: العظم، اللحم ، الجلد ، و جعل العظم عمادا
و اللحم صوانا له و الجلد صوانا للحم ، فلو عكس الترتيب و
أظهر ما أبطن لبطل النظام ، قال تعالى ( بالعدل قامت
السموات و الأرض ) ، هو العدل الذى يعطى كل ذى حق
حقه ، لا يصدر عنه إلا العدل ، فهو المنزه عن الظلم و الجور
فى أحكامه و أفعاله ، و قال تعالى ( و إذا حكمتم بين الناس
أن تحكموا بالعدل ) ، وحظ العبد من اسم العدل أن يكون
وسطا بين طرفى الإفراط و التفريط ، ففى غالب الحال
يحترز عن التهور الذى هو الإفراط ، و الجبن الذى هو التفريط ،
و يبقى على الوسط الذى هو الشجاعة ، و قال تعالى
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) الآية .
* اللطيـــــف :
اللطيف فى اللغة لها ثلاث معانى الأول : أن يكون عالما
بدقائق الأمور ، الثانى : هو الشىء الصغير الدقيق ، الثالث :
أطيف إذا رفق به و أوصل اليه منافعه التى لا يقدر على
الوصول اليها بنفسه . و اللطيف بالمعنى الثانى فى حق الله
مستحيل ، و قوله تعالى ( الله لطيف بعباده ) يحتمل المعنين
الأول و الثالث ، و إن حملت الآية على صفة ذات الله كانت
تخويفا لأنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى قوله تعالى
( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ) . والله هو اللطيف
الذى اجتمع له الرفق فى العقل ، و العلم بدقائق الأمور و
إيصالها لمن قدرها له من خلقه ، فى القرآن فى أغلب
الأحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهما يتلاقيان فى
المعنى .
[center]الخبيــر :
الله هو الخبير ، الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض و لا
فى السماء ، و لا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها و
مستودعها . و الفرق بين العليم و الخبير ، أن الخبير بفيد
العلم ، و لكن العليم إذا كان للخفايا سمى خبيرا . و من علم
أن الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله و أفعاله واثقا أن
ما قسم له يدركه ، و ما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع
الحوادث من الله فتهون عليه الأمور ، و يكتفى بإستحضار
حاجته فى قلبه من غير أن ينطق لسانه .
* الحليـــــم :
الحليم لغويا : الأناة و التعقل ، و الحليم هو الذى لا يسارع
بالعقوبة ، بل يتجاوز الزلات و يعفو عن السيئات ، الحليم
من أسماء الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض
المستحقين ثم يعذبهم ، و قد يتجاوز عنهم ، و قد يعجل
العقوبة لبعض منهم و قال تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس
بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) . وقال تعالى
عن سيدنا إبراهيم ( إن ابراهيم لحليم آواه منيب ) ، و عن
إسماعيل ( فبشرناه بغلام حليم ) . و روى أن إبراهيم عليه
السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال ( اللهم أهلكه )
فهلك ، ثم رأى ثانيا و ثالثا فدعا فهلكوا ، فرأى رابعا فهم
بالدعاء عليه فأوحى الله اليه : قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل
عبد عصا ما بقى إلا القليل ، و لكن إذا عصى أمهلناه ، فإن
تاب قبلناه ، و إن أصر أخرنا العقاب عنه ، لعلمنا أنه لا يخرج
عن ملكنا .
* العظيـــم :
العظيم لغويا بمعنى الضخامة و العز و المجد و الكبرياء ،
والله العظيم أعظم من كل عظيم لأن العقول لا يصل الى
كنة صمديته ، و الأبصار لا تحيط بسرادقات عزته ، و كل ما
سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض ، و قال تعالى
( فسبح باسم ربك العظيم ) و قد كان النبى صلى الله عليه
وسلم يدعو عند الكرب ( لا إله إلا الله العظيم ، لا إله إلا الله
رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات و رب العرش
العظيم ) . قال تعالى : ( ذلك و من يعظم شعائر الله فإنها
من تقوى القلوب ) وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم
حرمات الله و يحترم شعائر الدين ، و يوقر كل ما نسب الى
الله فهو عظيم عند الله و عند عباده .
* الغفــــــور :
الغفور من الغفر و هو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا
و إحسانا منه ، هو الذى إن تكررت منك الإساءة و أقبلت عليه
فهو غفارك و ساترك ، لتطمئن قلوب العصاة ، و تسكن نفوس
المجرمين ، و لا يقنط مجرم من روح الله فهو غافر الذنب و
قابل التوبة .
و الغفور هو من يغفر الذنوب العظام ، و الغفارهو من يغفر
الذنوب الكثيرة . و علم النبى صلى الله عليه وسلم ابو بكر
الصديق الدعاء الأتى : اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ،
ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فإغفر لى مغفرة من عندك ،
و ارحمنى إنك انت الغفور الرحيم .
* الشكـــور :
الشكر فى اللغة هى الزيادة ، يقال شكر فى الأرض إذا
كثر النبات فيها ، و الشكور هو كثير الشكر ، والله الشكور
الذى ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف له الجزاء ،
و شكره لعبده هى مغفرته له ، يجازى على يسير الطاعات
بكثير الخيرات ، و من دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة فى
النعمة ، و قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن
عذابى لشديد ) ، و الشكر من الله معناه أنه تعالى قادرا
على إثابة المحسنين و هو لا يضيع أجر من أحسن عملا .
* العلـــــي :
العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فلا
تدرك ذاته و لا تتصور صفاته أو ادراك كماله ، و الفرق بين
العلى و المتعالى أن العلى هو ليس فوقه شىء فى المرتبة
أو الحكم ، و المتعالى هو الذى جل عن إفك المفترين ، والله
سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل
وحظ العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا ، حيث
أن أعلى درجات العلو هى للأنبياء ، و الملائكة ، و على العبد
أن يتذلل بين يدى الله تعالى فيرفع شأنه ويتعالى عن صغائر
الأمور .
* الكبيـــــر :
الكبير هو العظيم ، والله تعالى هو الكبير فى كل شىء
على الإطلاق و هو الذى مبر و علا فى "ذاته" و "صفاته"
و "افعاله" عن مشابهة مخلوقاته ، و هو صاحب كمال الذات
الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه أزلا وأبدا ، و الثانى :
أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ، و جاء اسم الكبير
فى القرآن خمسة مرات أربع منهم جاء مقترنا باسم
(العلى ) . و الكبير من العباد هو التقى المرشد للخلق ،
الصالح ليكون قدوة للناس ، يروى أن المسيح عليه السلام
قال : من علم و عمل فذلك يدعى عظيما فى ملكوت
السموات .
* الحفيـــظ :
الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى
حفيظ للأشياء بمعنى أولا : أنه يعلم جملها و تفصيلها علما
لا يتبدل بالزوال ، و ثانيا : هو حراسة ذات الشىء و جميع
صفاته و كمالاته عن العدم و قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ( إذا أويت الى فراشك فإقرأ آية الكرسى ، لايزال
عليك الله حارس ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على
جوارحه من المعاصى ، و على قلبه من الخطرات و أن
يتوسط الأمور كالكرم بين الاسراف و البخل .
* المقيــــت :
القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت
بمعنى هو خالق الأقوات و موصلها للأبدان و هى:الأطعمة
و الى القلوب و هى : المعرفة ، و بذلك يتطابق مع اسم
الرزاق و يزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشىء
بالقدرة و العلم ، و يقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات
عباده مختلفة فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربة
و هم : الآدميون و الحيوانات ، و منهم من جعل قوته الطاعة
و التسبيح و هم :الملائكة ، و منهم من جعل قوته المعانى
و المعارف و العقل و هم الأرواح .
وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك كلها إلا من الله تعالى
لأن خزائن الأرزاق بيده ، و يقول الله لموسى فى حديثه
القدسى : يا موسى اسألنى فى كل شىء حتى شراك
نعلك و ملح طعامك .
* الحسيــــب :
الحسيب فى اللغة هو المكافىء و الاكتفاء و المحاسب
و الشريف الذى له صفات الكمال ، و الله الحسيب بمعنى
الذى يحاسب عباده على أعمالهم ، و الذى منه كفاية العباده
و عليه الاعتماد ، و هو الشرف الذى له صفات الكمال و الجلال
والجمال و من كان له الله حسيبا كفاه الله ، و من عرف أن
الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب .
* الجليــــل :
الجليل هو الله ، بمعنى الغنى و الملك و التقدس و العلم و
القدرة و العزة و النزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال :
و هى العظمة و العزة و الكبرياء و التقديس و كلها ترجع الى
الجليل ، و صفات جمال : و هى اللطف و الكرم و الحنان و
العفو و الإحسان و كلها ترجع الى الجميل ، و صفات كمال :
و هى الأوصاف التى لا تصل اليها العقول و الأرواح مثل
القدوس ، و صفات ظاهرها جمال و باطنها جلال مثل
المعطى ، و صفات ظاهرها جلال و باطنها جمال مثل الضار ،
و الجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال
الظاهر فأقل قدرا .
* الكريــــــــم :
الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، و هو أيضا
السخى النفاح ، و الفرق بين الكريم و السخى أن الكريم
هو كثير الإحسان بدون طلب ، و السخى هو المعطى عند
السؤال ، والله سمى الكريم و ليس السخى فهو الذى لا
يحوجك الى سؤال ، و لا يبالى من أعطى ، و قيل هو الذى
يعطى ما يشاء لمن يشاء و كيف يشاء بغير سؤال ، و يعفو
عن السيئات ويخفى العيوب ويكافىء بالثواب الجزيل العمل
القليل .. و كرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ( إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، وآخر
أهل النار خروجا منها ، رجلا يؤتى فيقال اعرضوا عليه صغار
ذنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا و كذا ، و عملت يوم كذا..
كذا و كذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر ، و هو مشفق من
كبار ذنوبه أن تعرض عليه ، فيقال له : فإن لك مكان كل
سيئة حسنة ، فيقول : رب قد عملت أشياء ما أراها هنا )
و ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه .
* الرقيـــب :
الرقيب فى اللغة هو المنتظر و الراصد، و الرقيب هو الله
الحافظ الذى لا يغيب عنه شىء ، و يقال للملك الذى يكتب
أعمال العباد ( رقيب ) ، و قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا
لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب الذى يرى أحوال العباد و يعلم
أقوالهم ، و يحصى أعمالهم ، يحيط بمكنونات سرائرهم ،
و الحديث النبوى يقول ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن
لم تكن تراه فإنه يراك )، وحظ العبد من الاسم أن يراقب
نفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة .
* المجيــــب :
المجيب فى اللغة لها معنيان ، الأول الأجابة ، و الثانى أعطاء
السائل مطلوبه ، و فى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة
دعاء الداعين بالاستجابة ، و ضرورة المضطرين بالكفاية ،
المنعم قبل النداء ، ربما ضيق الحال على العباد ابتلاء رفعا
لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم فى السراء والضراء ، و
الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( أدع الله و أنتم موقنون
من الأجابة) و قد ورد أن اثنين سئلا الله حاجة و كان الله
يحب أحدهما و يكره الآخر فأوحى الله لملائكته أن يقضى
حاجة البغيض مسرعا حتى يكف عن الدعاء ، لأن الله يبغض
سماع صوته ، و توقف عن حاجة فلان لأنى أحب أن أسمع
صوته .
|
|
|
الواســــع :
الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع ،
و تضاف مرة أخرى الى الإحسان و بسط النعم ، الواسع
المطلق هو الله تبارك وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلا ساحل
لبحر معلوماته ، و اذا نظرنا الى إحسانه و نعمه فلا نهاية
لمقدوراته ، و فى القرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة
العليم ، و نعمة الله الوتسع نوعان : نعمة نفع و هى التى
نراها من نعمته علينا ، و نعمة دفع و هى ما دفعه الله عنا
من انواع البلاء ، و هى نعمة مجهولة و هى أتم من نعمة
النفع ، وحظ العبد من الاسم أن يتسع خلقك و رحمتك عباد
الله فى جميع الأحوال .
* الحكيــــم :
الحكيم صيغة تعظيم لصاحب الحكمة ، و الحكيم فى حق
الله تعالى بمعنى العليم بالأشياء و إيجادها على غاية
الإحكام و الإتقان و الكمال الذى يضع الأشياء فى مواضعها،
و يعلم خواصها و منافعها ، الخبير بحقائق الأمور ومعرفة
أفضل المعلومات بأفضل العلوم ، والحكمة فى حق العباد
هى الصواب فى القول و العمل بقدر طاقة البشر .
* الــــــودود :
الود و الوداد بمعنى الحب و الصداقة ، والله تعالى ودود أى
يحب عباده ويحبونه ، والودود بثلاث معان الأول : أن الله
مودود فى قلوب اوليائه ، الثانى : بمعنى الوادّ و بهذا
يكون قريب من الرحمة ، والفرق بينهما أن الرحمة
تستدعى مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب الله
اوليائه ويرضى عنهم . وحظ العبد من الاسم أن يحب
الخير لجميع الخلق ، فيحب للعاصى التوبة و للصالح
الثبات ، ويكون ودودا لعباد الله فيعفو عمن أساء اليه
و يكون لين الجانب لجميع الناس وخاصة اهله و عشيرته
و كما حدث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
حين كسرت رباغيته و أدمى وحهه فقال
( اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ) فلم يمنعه سوء
صنيعهم عن أرادته الخير لهم .
* المجيـــد :
اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة و السخاء ، والله
المجيد يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ، الشريف ذاته ،
الجميل افعاله ، الجزيل عطاؤه ، البالغ المنتهى فى الكرم ،
و قال تعالى ( ق و القرآن المجيد ) أى الشريف و المجيد
لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم و المكارم و المقاصد
العليا ، و اسم المجيد و اسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد
لمعنى الغنى ، وحظ العبد من الاسم أن يكون كريما فى
جميع الأحوال مع ملازمة الأدب .
* الباعـــــث :
الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الإنهاض ، و الباعث
فى حق الله تعالى لها عدة معان الأول : أنه باعث الخلق
يوم القيامة ، الثانى : أنه باعث الرسل الى الخلق ، الثالث:
أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة بخلقه للإرادة و
الدواعى فى قلوبهم ، الرابع : أنه يبعث عباده عند العجز
بالمعونة و الإغاثة وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما
يريد مولاه فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى
لترقى النفس وتدنو من الكمال .
* الشهيـــد :
شهد فى اللغة بمعنى حضر و علم و أعلم ، و الشهيد اسم
من أسماء الله تعالى بمعنى الذى لا يغيب عنه شىء فى
ملكه فى الأمور الظاهرة المشاهدة ، إذا اعتبر العلم مطلقا
فالله هو العليم ، و إذا أضيف الى الأمور الباطنة فهو الخبير ،
و إذا أضيف الى الأمور الظاهرة فهو الشهيد ، و الشهيد فى
حق العبد هى صفة لمن باع نفسه لربه ، فالرسول صلى
الله عليه وسلم شهيد ، و من مات فى سبيل الله شهيد
اللهم امنحنا الشهادة فى سبيل جهاد النفس و الهوى فهو
الجهاد الأكبر ، واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى
بالقدر ، واجعلنا شهداء لأنوارك فى سائر اللحظات .
* الحـــــق :
الحق هو الله ، هو الموجود حقيقة ، موجود على وجه لا يقبل
العدم و لا يتغير ، و الكل منه و اليه ، فالعبد إن كان موجودا
فهو موجود بالله ، لا بذات العبد ، فالعبد و إن كان حقا ليس
بنفسه بل هو حق بالله ، و هو بذاته باطل لولا إيجاد الله له ،
و لا وجود للوجود إلا به ، و كل شىء هالك إلا وجه الله الكريم ،
الله الثابت الذى لا يزول ، المتحقق وجوده أزلا و أبدا
و تطلق كلمة الحق أيضا على القرآن و العدل و الإسلام و
الصدق ، و وصف الحق لا يتحلى به أحد من الخلق إلا على
سبيل الصفة المؤقتة ، وسيزول كل ملك ظاهر و باطن بزوال
الدنيا و يبقى ملك المولى الحق وحده .
* الوكيــــل :
تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول اليه أمور و مصالح غيره ،
الحق من أسماء الله تعالى تفيض بالأنوار ، فهو الكافى لكل
من توكل عليه ، القائم بشئون عباده ، فمن توكل عليه تولاه
و كفاه ، و من استغنى به أغناه و أرضاه . وا لدين كله على
أمرين ، أن يكون العبد على الحق فى قوله و عمله و نيته ، و
أن يكون متوكلا على الله واثقا به ، فالدين كله فى هذين
المقامين ، فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية و إما من عدم
التوكل ، فإذا جمع الهداية الى التوكل فقد جمع الإيمان كله .
* القوي المتين :
هذان الإسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى ، القوة تدل
على القدرة التامة ، و المتانة تدل على شدة القوة والله القوى
صاحب القدرة التامة البالغة الكمال ، والله المتين شديد القوة
و القدرة والله متم قدره و بالغ أمره و اللائق بالأنسان أن لا
يغتر بقوته ، بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه ، كما كان
يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول ( اللهم كبرت سنى
وضعفت قوتى ) لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، هو ذو القوة أى
صاحبها و واهبها ، و هذا لا يتعارض مع حق الله أن يكون عباده
أقوياء بالحق و فى الحق و للحق .
* الولـــــي :
الولى فى اللغة هو الحليف و القيم بالأمر ، و القريب و الناصر
و المحب ، و الولى أولا : بمعنى المتولى للأمر كولى اليتيم ،
و ثانيا : بمعنى الناصر ، و الناصر للخلق فى الحقيقة هو الله
تبارك و تعالى ، ثالثا : بمعنى المحب و قال تعالى ( الله ولى
الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى الوالى أى المجالس ،
و موالاة الله للعبد محبته له ، والله هو المتولى أمر عباده
بالحفظ و التدبير ، ينصر أولياءه ، و يقهر أعدائه ، يتخذه المؤمن
وليا فيتولاه بعنايته ، و يحفظه برعايته ، و يختصه برحمته
وحظ العبد من اسم الولى أن يجتهد فى تحقيق الولاية من
جانبه ، و ذلك لا يتم إلا بلإعراض عن غير الله تعالى ، و الإقبال
كلية على نور الحق سبحانه و تعالى .
* الحميـــد :
الحميد لغويا هو المستحق للحمد و الثناء ، والله تعالى هو
الحميد ، بحمده نفسه أزلا ، و بحمده عباده له أبدا ، الذى
يوفقك بالخيرات و يحمدك عليها ، و يمحو عنك السيئات ، و
لا يخجلك لذكرها ، و ان الناس منازل فى حمد الله تعالى ،
فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ، و الخواص
يحمدونه على إيصال اللذات انية ، والمقربون يحمدونه
لأنه هو لا شىء غيره ، و لقد روى أن داود عليه السلام قال
لربه ( إلهى كيف اشكرك ، وشكرى لك نعمة منك علىّ ؟ )
فقال الأن شكرتنى
و الحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله
و أقواله ، و لم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية فى الوجود إلا
فى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* المحصـــي :
المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء و ما شأنه
التعداد ، الله المحصى الذى يحصى الأعمال و يعدها يوم
القيامة ، هو العليم بدقائق الأمور ، واسرار المقدور ، هو
بالمظاهر بصير ، و بالباطن خبير ، هو المحصى للطاعات ،
و المحيط لجميع الحالات ، و اسم المحصى لم يرد بالأسم
فى القرآن الكريم، و لكن وردت مادته فى مواضع ، ففى
سورة النبأ ( وكل شىء أحصيناه كتابا ) ، وحظ العبد من
الاسم أن يحاسب نفسه ، و أن يراقب ربه فى أقواله و أفعاله ،
و أن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه ، ( وان تعدوا نعمة الله
لا تحصوها ) الآية
* المبدئ المعيد :
المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ، و الأيات القرآنية التى فيها
ذكر لاسم المبدىء و المعيد قد جمعت بينهما ، والله
المبدىء هو المظهر الأكوان على غير مثال ، الخالق للعوالم
على نسق الكمال ، و أدب الإنسان مع الله المبدىء يجعله
يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين و بداية هذا الهيكل
من الماء المهين ، ثانيهما أن روحه من النور و يتذكر بدايته
الترابية ليذهب عنه الغرور .
المعيد لغويا هو الرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ،
و فى سورة القصص ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك الى
معاد ) ، أى يردك الى وطنك و بلدك ، و الميعاد هو الآخرة ،
والله المعيد الذى يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات ، ثم
يعيدهم بعد الموت الى الحياة ، و من يتذكر العودة الى
مولاه صفا قلبه ، و نال مناه ، و الله بدأ خلق الناس ، ثم هو
يعيدهم أى يحشرهم ، و الأشياء كلها منه بأت و اليه تعود .
* المحيي المميت :
الله المحيى الذى يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها ، و
هو محي الحياة و معطيها لمن شاء ، و يحيى الأرواح
بالمعارف ، و يحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ، و أدب
المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة فى جوف الليل حتى
يحيى الله قلبه بنور المعرفة .
والله المميت و الموت ضد الحياة ، و هو خالق الموت و
موجهه على من يشاء من الأحياء متى شاء و كيف شاء ،
و مميت القلب بالغفلة ، و العقل بالشهوة . و لقد روى أن
الرسول صلى الله عليه وسلم كان من دعائه اذا أوى الى
فراشه ( اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت ) و إذا أصبح قال :
الحمد لله الذى أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور .
* الحــــــــي :
الحياة فى اللغة هى نقيض الموت ، و الحى فى صفة الله
تعالى هو الباقى حيا بذاته أزلا و أبدا ، و الأزل هو دوام الوجود
فى الماضى ، و الأبد هو دوام الوجود فى المستقبل ، و
الإنس و الجن يموتون ، و كل شىء هالك إلا وجهه الكريم ،
و كل حى سواه ليس حيا بذاته إنما هو حى بمدد الحى ، و
قيل إن اسم الحى هو اسم الله الأعظم .
موفقين ان شاءالله [/size]