من الأخطاء التربوية الشائعة في حياتنا أن المراهق ( الغلام ) في طور من العمر يوجب علينا أن نترك له حرية التصرف لأنه غير مسؤول عن تصرفاته، خاصة الخلقية منها، وهذا الخطأ يفوت على الأبناء مرحلة مهمة من مراحل التعلم في حياة الإنسان وفي الحديث النبوي التالي هدي في التربية علينا أن نجعله أساساً للتعامل مع الأولاد:
ـ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي: ( يا غلام، إني أعلمك كلمات:
ـ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك.
ـ إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك.
ـ وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ـ من التربية الأسرية في الحديث:
1ـ البدء بتعلم العقيدة:
فأول شيء يجب أن نعلمه لأبنائنا: العقيدة وقد بدأ المصطفى بتعلُّم ذلك فقال:
ـ احفظ الله يحفظك.
ـ احفظ الله تجده تجاهك.
ـ إذا سألت فاسأل الله
ـ وإذا استعنت فاستعن بالله.
من هنا وجب أن تهتم مناهج التربية الإسلامية بالعقيدة الصحيحة وتوحيد الله سبحانه وتعالى.
2ـ أهمية العلم في حياة النشء:
فقد نبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما لأهمية العلم وحفّزه إلى التعلم وحببه إليه فقال: ( يا غلام إني أعلمك كلمات )، وهنا تظهر أهمية التعلم في هذه السن وهذا ما يجب أن نفطن إليه في التربية الأسرية:
قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ:
ومـن فاتـه التعلم وقت شبابه فكبـر عليـه أربعـاً لـوفاته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار لـذاته
3ـ أهمية الوقت في حياة المسلم:
حيث استثمر المصطفى صلى الله عليه وسلم وقت الطريق في تعليم الغلام وهذا ينبه لأهمية استغلال الوقت في حياة المسلم.
4ـ الصحبة الطيبة نافعة:
نتعلم من هذا الموقف التعليمي أن مرافقة العلماء وأصحاب العلم ومكارم الأخلاق نافعة فقد علّم المصطفى صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما، وإذا تعلم الغلام ذلك واهتمت التربية الأسرية ومناهجها بذلك سلك المسلك القويم في الصحبة والرفق.
5ـ أخذ المتعلم باللين الملاحظة:
ـ قال المصطفى صلى الله عليه وسلم للمتعلم: يا غلام وفي هذا ملاطفة ولين من المعلم للمتعلم, وعلى الوالد والوالدة والمعلم والمعلمة اتباع هذا الأسلوب والهدي النبوي في تعلم الطلاب وتعليمهم ومناداتهم بأحب الأسماء إليهم.
6ـ إزالة الحقد من النفوس:
فقد علم المصطفى صلى الله عليه وسلم الغلام أن النافع هو الله , والرازق هو الله, والواهب هو الله وإذا تعلم المتعلم ذلك تعلم أن لا يحقد على الأذكياء والأغنياء والفائقين والأقوياء , وتعلمت البنت الرضى فلا تغار من الجميلات من أخواتها وزميلاتها وفي هذا إزالة لمداخل الشيطان نحو غرس الحقد في النفوس وفتح أبواب الحب في النشىء.
7ـ تربية الشجاعة:
حيث علم المصطفى صلى الله عليه وسلم المتعلم أن الأمة لو اجتمعت على ضرره فلن يضروه إلا بما كتب الله له، وكذلك لو اجتمعت على نفعه فلن ينفعوه إلا بما كتب له، وهنا يتعلم المتعلم الأخذ بالأسباب وترك النتائج على الله , والرضا بما أصابه من ضرر , والصبر عليه , والحمد على النعمة وشكر الله عليها , وهذا يعلم الأبناء الشجاعة والإقدام والعمل بلا خوف من الفشل.
الخلاصة:
ـ أن على معدي مناهج التربية الأسرية البعد عن المناهج المترجمة والمستوردة لأن لكل أمة أهدافها التربوية , ولكل بيئة مفاهيمها , ومصطلحاتها وأغراضها.
وعلينا أن نعد مناهج مترابطة متكاملة بين مناهج العلوم الشرعية وعلوم الحياة والمواد الاجتماعية والتربية الأسرية , وبذلك نعود بالتربية إلى منابعها النبوية الإسلامية التي ربت الأجيال وبنت الحضارة الإسلامية الزاهرة.
ـ وعلى الآباء تعلم الهدي العلمي النبوي في التربية , وتجنب التربية الغربية التي علمت النشء العلوم الكونية وحرمتهم من العقيدة الإسلامية والخصائص والميزات الأخلاقية من الشجاعة والكرم والحب في الله والصحبة الطيبة وتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.