ِي رِثَّاءِ العثيمين -رَحِمَهُ اللهُ وَقَدّسَ رُوْحَهُ -
ياعبلُ لا تلومـي إنْ نسينـا
هواكِ حيـن كنـتِ تعذلينـا
ياعبلُ لا مـلامَ فـي جفـاءٍ
ففينـا مايـروّعُ الجنيـنـا
ياعبل لا وصال فـي بـلاء
رزينـاً بالخطـوب سادرينـا
تالله ماطـاب لـنـا مـنـامٌ
يحـقُّ للمـنـام أنْ يبيـنـا
وزهَّد الصفـيَّ فـي تـلاقٍ
نــوازلُ تبـلِّـغُ اليقيـنـا
إنْ تسألـي ياعبـلُ مادهانـا
فلتسمعـي البكـاءَ والأنينـا
ولتبصري العيونَ شاخصاتٍ
حسيـرةً ممـا بـه رُزينـا
كي تعلمي المصابَ في جموعٍ
ولتعذري إن كنـت تعذرينـا
بفقـد شيـخٍ عالـم جليـلٍ
مـوسـداً بقـبـره دفيـنـا
أتـاه مايجـوب كـلَّ حـيٍّ
بالموت حين يقطـعَ الوتينـا
محمـد الصالـح يالقـومـي
لقينافـي المصـاب مالقينـا
لـو أننـا نُقـرُّ فـي فـداء
فيُفتـدى بالمـالِ والبنيـنـا
لكنه الممـات ليـس يُجـدي
فداؤنـا المكفَّـنَ القَطِيـنـا
آل عثيمـيـن ألا فصـبـراً
عزاؤكـم مصابُنـا عِزيـنـا
حبر وبحـرٌ للجميـع رحـبٌ
نـراه إذ نـراه مستبيـنـا
فإن تسل في النحو ذاك طود
والفقهُ صار ثوبَـه المتينـا
يقول بالنصوص فـي ثبـاتٍ
دليلـه أنبـانـا أو رُوِيـنـا
يُدارسُ العلـوم كـلَّ حيـنٍ
ويقهرُ الباطـلَ فينـا حينـا
لم تنثنـي قناتُـه اصطبـاراً
يقيمهـا الدهـورَ والسنينـا
يُجلُّ بالعلـم علـى افتخـارٍ
يُحـبُّ بالألـوفِ والمئيـنـا
يقـوم إنْ جـنَّ بـه ظـلامٌ
لله يقـرأ قـولَـه المُبيـنـا
كتابُنـا سلـتْ بـه قلـوبٌ
مـا آن للقلـوبِ أن تليـنـا
لله يالقـومـي مـادهـاكـم
ألا ترون الخطب حـلَّ فينـا
ألا ترون الأرض بعـد هـذا
تناقصـتْ بمـوتِ عالِمينـا
ويكلـمُ القلـوبَ أن تلاقـي
بموتهم فـي العلـم جاهلينـا
بجهلهـم تساقـط الأناسـي
واستسمنـوا ذا ورمٍ ثخينـا
فلـم يـع لهـازمُ البـرايـا
لم يستبينوا الغثّ والسمينـا
أبـرم لنـا ياربنـا شيوخـا
أمثالَـهُ يـجـدِّدون ديـنـا
كي نستفيق في الورى وهذا
دواؤنا مـن بعـد ماعيينـا
لـن أغفلـنَّ ياأُخـيَّ حتمـا
عن دعوة للشيـخ ماحيينـا
إن قائماً أو قاعداً أو راقـداً
وادعوا لـه ياقـومُ قانتينـا
بمثلـه فلتختـمـوا حـيـاةً
لاتختمـوا بمثـل مطربينـا
شتّان بيـن عـازفٍ بعـودٍ
حياتُـه أهـواكِ لـنْ ألينـا
وبيـن مـن حياتـه جهـادٌ
ويُبصر الطريـقَ إنْ عمينـا
فارحم إله العالميـن شيخـاً
ولتجزهِ فـي العـدن علِّيينـا
بفضلـك العظيـم ياإلـهـي
زوِّجه في الجنةِ حوراً عينـا
واخلف لنا في المسلمين خيراً
بالله قولـوا إخوتـي آمينـا
ثـم الصـلاة بعدهـا ختـام
على الـذي نفديـه والديِنـا
والشيخ يكن لنا كل خير وحب
لشيخ الشريم