كثير ما يكون جواب أي شخص لدي معرفته بشخص أخر ينتمي إلى قدس فيكون جوابه قدس نجس أخر أيه من عبس!!
وأكثر الناس يتلفظون بها دون معرفة معناها ومضمونها وقصتها واصلها ولمزيد من التعريف والفائدة نورد أصل المقولة حتى يسلم الأقدوس لذعات الألسن السامة وغير السامة الحكاية
حدثت في عهد الإمام أحمد حين كان يرسل من أعوانه مخمنين ومقبلين للمحاصيل الزراعية وقت نضوجها وإيناعها فكان أن أرسل في إحدى السنين إلى منطقة قدس أحد أصهاره وكان اسمه مفضل وكان من عادة الإمام أن يرسل مع المخمنين الموفدين من الجيش شيخ العزلة أو القرية المجاورة لتلك المنطقة
في حين يرسل شيخ او عدل تلك العزلة او القرية إلى المنطقة التي جاء منها ذلك الشيخ لمرافقة المخمن في التقدير والكتابة
بمعني ان نستبدل هذا بهذا بهذا ليضمن بذلك عدم التأمر أو الإخفاء لبعض المزارع او المزارعين
فالذي حدث انه أرسل احد أعيان بني يوسف إلى جانب صهره مفضل وكان اسمه الشيخ شائف شرف
كما أرسل في الوقت ذاته شيخ قدس إلى بني يوسف للتخمين هناك
كان ذلك في الوقت الذي كانت فيه خلافات ونزاعات بين عزلتي قدس وبني يوسف وهذا بحد ذاته قد زاد من الحساسيات والضغينه بين الجميع لان التخمين في تلك العزلتين كان مبطن بالحقد والكراهية فكانت النتيجة الظلم والإجحاف للرعية الأقوياء والمستضعفين في التخمين وهو ما أثار احتجاج وتظلم الكثيرين
فكان من بين المتظلمين في قدس إمراة أرملة مسكينة شعرت بالظلم فحاولت مراجعة مفضل وشيخ بني يوسف بقصد الإنصاف واقتربت منهما صائحة : يا دولتاه يا إماماه لكن الشيخ اليوسفي دفعها دفعة إهانة فألقاها أرضا
فوقعت على ظهرها أمام الحاضرين
وهنا اشتعلت في نفس احد الأقدوس الحاضرين نار غيرة المعتصم على المرأة العمورية وكان من أسرة العسر في صبن فانسل من بين الحاضرين وأسرع إلى منزله واخذ بندقيته وخرج مترصد الجماعة قاصداً قتل الشيخ اليوسفي إلا أن الطلقة كسرت دقن الشيخ اليوسفي لتواصل انطلاقتها نحو رأس مفضل الذي خر صريعا من لحظته
وأمام ارتباك الحاضرين من الحادث هرب القاتل الثائر إلى أهالي منطقته ولم يتمكن احد من الإمساك به ووصل الخبر أولا إلى بني يوسف بأن شيخهم قد قتل في قدس فقاموا من فورهم باحتجاز شيخ قدس وتهديده بالقتل
كما وصل الخبر في نفس اليوم الى الإمام في تعز فقال قولته هذه التي اعتبرها الناس دون علم من مأثره الخالدة قدس نجس أخر أية من عبس قهر على صهره مفضل ثم قام كما هي عادته في مثل هذه الظروف بإرسال جميع أبناء جبل حبشي كمخططين انتشروا في جميع قرى قدس واستمروا لأكثر من شهر فذبحوا خلاله جميع بهائم الرعية وعاثوا في البلاد فسادا بموجب أمر مولاهم الإمام
كما انه شرد الكثير من أبناء المنطقة عدة سنوات وهكذا أصبحت تلك الحادثة تاريخ عرف باسم سنة مفضل إستمر يؤرخ فيه في قدس حتى وقت قريب كما استمرت مقولة الإمام وما زالت من مأثره الخالدة.