مهما تكن قيمة الأظافر بين وسائل التجميل فلا جدال في أن لها قيمة أكبرفي مجال الخدمات الطبية نظراً لما تقدمه للأطباء من معاونة في تشخيص ما قد يكونداخل الجسم من أمراض كامنة.
لكل مرض يصيب الإنسان أعراض أو علامات تنير للطبطريقه عند قيامه بتشخيص ذلك المرض.
ولما كان الجلد غطاء يستر كل أجزاء الجسم منقمة الرأس الى أخمص القدم فليس غريباً أن يكون أكبرها مساحة وأوفرها نصيباً منأعراض الأمراض.
ولما كانت أظافر اليدين والقدمين امتداداً لهذا الغطاء الجلديالذي يكون يكسو جسم الإنسان فلاغرابة أن يكون لها كذلك نصيبها من تلك الأعراض، ومنالواجب ألا تصيبنا الدهشة إذا ظهرت أعراض المرض الواحد على الجلد بصورة تختلف عنالصورة التي ظهر بها على الأظافر,لأن الفرق كبير بين رقة الجلد وصلابةالأظافر.
ننتقل من التعميم الى التخصيص فنقول: إن الظفر قد يفقد بالتدريج شكلهالمحدب حتى يصبح مفلطح أو مقعراً شبيهاً بالملعقة وعلى الرغم من هذا التغيير الذييحدث غالباً من أظافر اليد إلا أنه قد يمتد الى أظافر القدم، وهو من العلاماتالمعروفة الدالة على إصابة صاحبها بمرض "أنيميا الدم ونقص الهيموجلوبين" وقد يحدثنفس التغيير في بعض الحالات إذا نقص مخزون الحديد من الجسم دون ظهور فقر الدم وآيةذلك عودة الظفر الى شكله الطبيعي إذا تم تزويد المريض بما ينقصه من عنصرالحديد.
ويجب ألا يفهم من ذلك أن كل تغير من هذا القبيل يعني بالضرورة نقصالحديد والإصابة "بالانيميا" فقد وجد أن أظافر عدد غير قليل من الأطفال الرضع بهذاالشكل ولكنها سرعان ما تعود – تلقائياً الى شكلها الطبيعي مسايرة لنمو أجسامهم كمايجب التنبيه الى أن هذا الشكل الذي يثير الشك قد يوجد في أفراد بعض الأسر عن طريقالوراثة وليس نتيجة للإصابة بأي مرض معين.
وهذه الظاهرة قد تظهر في أظافر عددكبير من الأطفال الرضع بصفة مؤقتة، كما تظهر في أفراد بعض الأسر عن طريق الوراثة، فقدتبدو – كمرض مهني – في أظافر الأفراد الذين تتطلب أعمارهم الإكثار من استخدامالصابون والزيوت، لأن ذلك يزيد من نعومة الأظافر شيئاً فشيئاً ويفقدها صلابتها فينهاية الأمر.
وهناك ظاهرة أخرى تبدو فيها على سطح الظفر خطوط في صورة انخفاضاتوتشققات أشبه ماتكون بالأخدود على سطح الأرض.
ولما كان ظهور هذه الخطوط يرجع الىإصابة الظفر بمرض يؤثر فيه ويعوق نموه كالحصبة والتهاب الغدة النكفية والالتهابالرئوي والذبحة الصدرية فإن تلك الخطوط لا تلبث أن تخفي بعد زوال المرض.
أماالظاهرة الثالثة فهي تساقط الأظافر..ففي بعض الحالات يسقط الظفر تماماً نتيجةللإصابة باضطرابات في الغدة الدرقية سواء ادت هذه الاضطرابات الى زيادة أو نقصانعمل هذه الغدة.
وفضلاً عن ذلك فقد تحدث ظاهرة تساقط الأظافر نتيجة الإصابةبأمراض اخرى كالصدفية والإصابة الفطرية وأكزيما الأصابع أو أي مرض آخر يعوق تدفقالدم بقدر كاف الى منطقة الأظافر.
والظاهرة الرابعة..تبدأ باختفاء الزاويةالصغيرة ومؤخرة جلد الأصبع المحيط به,كما تبدأ العقلة الأخيرة من الأصبع في التضخموقد يمتد التضخم الى الظفر نفسه.
وهذه الظاهرة قد ترجع الى الإصابة بأمراض القلبالحلقية المصحوبة بزرقة في الجلد.وثمة ظاهرة خامسة ..وهي مايطرأ على لون الظفر وماتحته من الجلد تبعاً لما يصاب به من أمراض، فإذا ظهر اللون الأبيض كان ذلك دليلاًعلى الإصابة بتليف الكبد.
وقد يظهر وسط ذلك خطان متوازيان متقاربان إذا انخفضتنسبة الزلال في دم المريض..ولكن يختفي الخطان إذا ما عاد مستوى "بروتينات الدم" الىالحد الطبيعي.
أما في حالات الإصابة بأمراض الكلى والفشل الكلوي فإن لون الظفروما تحته من الجلد يكون أبيض في النصف القريب من منبت الظفر، ويكون قرمزياً أو بنياًفي النصف الآخر الملاصق لطرف الظفر.
أما في حالة الإصابة "بالانيميا" فتبدوالأظافر باهتة اللون.
وظاهرة سادسة..هي حدوث نزف تحت الظفر، وهو يحدث عادة عقبارتطام الأظافر بجسم صلب أو آلة حادة، كما يحدث الإصابة بالتهاب الغشاء المبطن للقلبأو التهاب المفاصل الروماتيدي المسمى بالروماتويد..وكذلك في حالات ضيق الصمامالمترالي بالقلب وقرحة المعدة وضغط الدم العالي وبعض حالات الإصابة بالأورامالخبيثة..
وظاهرة سابعة..ونعني بها مرض الظفر الأصفر وهو مرض يعرقل نمو الظفرالى أن ينتهي الأمر بوقف النمو تماماً.
وتبدأ قصة هذا المرض بميل الظفر الىالاصفرار.
وقد يزداد في هذه الأثناء سمكه وتحدبه ثم تظهر عليه خطوط عرضية..وربماانتهت القصة بتساقط الظفر وانفصاله كله عن الجسم.
وجدير بالذكر أن جميع هذهالتغيرات التي تطرأ على الظفر من حيث اللون والحجم والشكل والتساقط تكون في أغلبالأحيان مصحوبة بتورم في أطراف الأصابع وحول مفصل القدم وفي الوجه أيضاً.
وقديشكو بعض من يصابون بهذا المرض من اضطرابات صورية كالتهاب الشعب الهوائية المزمن أوتمدد تلك الشعب .